كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

النّاس أعلمهم أنّه يلقي العصاة في نار تأكل الحجارة.
ومن الحجارة ما يتّخذه الصفّارون [1] علاة [2] دون الحديد؛ لأنّه أصبر على دقّ عظام المطارق والفطّيسات [3] .
فجوف النعامة يذيب هذا الجوهر الذي هذه صفته.
1165-[أكل النعام الحصى والحجارة]
وقال ذو الرّمّة [4] : [من البسيط]
أذاك أم خاضب بالسّيّ مرتعه ... أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب [5]
شخت الجزارة مثل البيت سائره ... من المسوح خدبّ شوقب خشب [6]
كأنّ رجليه مسماكان من عشر ... صقبان لم يتقشّر عنهما النّجب [7]
الهاه آء وتنّوم، وعقبته ... من لائح المرو، والمرعى له عقب [8]
وقال أبو النّجم [9] : [من الرجز]
والمرو يلقيه إلى أمعائه ... في سرطم ماد على التوائه [10]
يمور في الحلق على علبائه ... تمعّج الحيّة في غشائه [11]
هاد ولو حار بحوصلائه
[12] ومن زعم أنّ جوف الظّليم إنما يذيب الحجارة بقيظ الحرارة فقد أخطأ. ولكن
__________
[1] الصفارون: جمع صفّار، وهو الذي يعمل الصفر أي النحاس الأصفر.
[2] العلاة: السندان، وهو ما يطرق عليه الحديد.
[3] الفطيسات: جمع فطيس، وهي المطرقة العظيمة.
[4] ديوان ذي الرمة 114- 117، ومنه شرح المفردات.
[5] في ديوانه «يريد: أذاك الثور شبه ناقتي في سرعتها أم ظليم، والخاضب: الظليم الذي أكل الربيع فاحمرت ساقاه. وأبو ثلاثين: الظليم، لأنه أبو ثلاثين فرخا. والسي: ما استوى من الأرض» .
[6] «شخت الجزارة: دقيق القوائم والرأس. المسوح: الشعر. خدب: ضخم. شوقب: طويل. خشب:
غليظ جاف» .
[7] «المسماكان: عودان يسمك بهما البيت، العشر: شجر. صقبان: طويلان. النجب: لحاء الشجر.
[8] «آء: نبت، وكذلك التنوم، لاح من المرو: ظهر من الحجارة البيض» .
[9] ديوان أبي النجم 55- 56، وعيون الأخبار 2/86.
[10] المرو: الحجارة البيض، السرطم: البلعوم. ماد: مال واضطرب.
[11] ماريمور: اضطرب وتردد، العلباء: عصب العنق. التمعج: التلوي.
[12] هاد: مهتد.

الصفحة 412