كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

قال: والزّمخريّ: الأجوف. ويقال: إنّ قصب عظم الظّليم لا مخّ له. وقال أبو النّجم [1] : [من الرجز]
هاو يظلّ المخّ في هوائه
وواحد السّواعد: ساعد.
وقال صاحب المنطق: ليس المخّ إلّا في المجوّفة، مثل عظم الأسد.
وفي بعض عظامه مخّ يسير. وكذلك المخّ قليل في عظام الخنازير، وليس في بعضها منه شيء البتّة.
1173-[بيض النعام]
ومن أعاجيبها [2] أنّها مع عظم بيضها تكثّر عدد البيض، ثمّ تضع بيضها طولا، حتى لو مددت عليها خيطا لما وجدت لها منه خروجا عن الأخرى، تعطي كلّ بيضة من ذلك قسطه، ثمّ هي مع ذلك ربّما تركت بيضها وذهبت تلتمس الطّعام، فتجد بيض أخرى فتحضنه، وربّما حضنت هذه بيض تلك، وربّما ضاع البيض بينهما.
وأمّا عدد بيضها ورئالها فقد قال ذو الرّمّة [3] : [من البسيط]
أذاك أم خاضب بالسّيّ مرتعه ... أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب
وفي وضعها له طولا وعرضا على خطّ وسطر، يقول [4] : [من الوافر]
وما بيضات ذي لبد هجفّ ... سقين بزاجل حتّى روينا [5]
وضعن فكلّهنّ على غرار ... هجان اللّون لم تقرع جنينا
يبيت يحفهنّ بمرفقيه ... ويلحفهنّ هفهافا ثخينا [6]
__________
[1] ديوان أبي النجم 57.
[2] ربيع الأبرار 5/451.
[3] ديوان ذي الرمة 114، وتقدم البيت في الفقرة (1165) .
[4] الأبيات لعمرو بن أحمر في ديوانه 158، والأول في اللسان والتاج (هجف، زجل) ، والجمهرة 122، وديوان الأدب 1/359، 3/52، وبلا نسبة في الجمهرة 471، والثاني في اللسان والتاج (قفف، هفف) .
[5] هجف: طويل ضخم، الزاجل: ما يسيل من مؤخر الظليم على البيض حين يحضنه.
[6] لحفه: غطاه باللحاف. الهفهاف: أراد به جناحه.

الصفحة 419