كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

وهو وما قبله يدلان على أنهم لا يشبّهون ببيض النّعام إلّا الأبكار.
قال الشاعر [1] : [ممن الطويل]
وبيض أفقنا بالضّحى من متونها ... سماوة بيض كالخباء المقوّض [2]
هجوم عليها نفسه، غير أنّه ... متى يرم في عينيه بالشّخص ينهض [3]
يعني بالبيض بيض النّعام. وسماوة الشيء: شخصه. لأنّ الظّليم لما رآهم فزع ونهض. وهذا البيت أيضا يدلّ على أنّه فروقة [4] .
وقال ذو الرّمّة [5] في بيض النّعام: [من الطويل]
تراه إذا هبّ الصّبا درجت به ... غرابيب من بيض هجائن دردق [6]
قال: والصّبا والجنوب تهبّان في أيام يبس البقل، وهو الوقت الذي يثقب النّعام فيه البيض. يقول: درجت به رئلان سود غرابيب، وهي من بيض هجائن: أي بيض.
والدّردق: الصّغار، وهو من صغر الرّئلان.
قال طفيل بن عوف الغنويّ [7] ، وذكر كيف يأخذون بيض النّعام: [من الطويل]
عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر نارا تمّ حول مجرّم [8]
__________
[1] ديوان ذي الرمة 1831- 1832، والخزانة 8/157، والثاني بلا نسبة في اللسان والتاج (هجم) ، والكتاب 1/110.
[2] في ديوانه «سماوة جون» ، وفيه: «السماوة: شخصه، أي: فزعناه فقام عن بيضه. والخباء: البيت.
المقوض: الذي هلك وقلعت أوتاده» .
[3] في ديوانه: «بالشبح ينهض» ، وفيه: «هجوم عليها: يعني الظليم، يرمي نفسه على بيضه، الشبح:
الشخص، ينهض: إذا رأى شخصا فرّ وهرب» .
[4] فروقة: كثير الفزع.
[5] ديوان ذي الرمة 480، والمعاني الكبير 354، والأزمنة والأمكنة 2/81.
[6] في ديوانه «إنما اختار الصبا لأنها تهب في الشتاء، والنعام لا يبيض إلا في الشتاء. فلذلك درجت في هذا الوقت. غرابيب: سود، الواحد: غربيب، يعني الفراخ. من بيض: يقول: هذه الفراخ خرجت من بيض بيض. والهجائن: البيض. دردق: صغار، لا واحد لها» .
[7] ديوان طفيل الغنوي 77- 78، وأمالي القالي 2/83، والأول في أساس البلاغة (تمم، نبح) ، وهما لابن مقبل في ديوانه 276.
[8] في ديوانه «عوازب: لا تروح إلى أهلها بالقفر. النبوح: أصوات كلاب المقيمين. تم حول: يقال:
مضى له حول مجرم، إذا كان تماما» .

الصفحة 429