كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

والنعائم في السماء [1] ، والنعائم والنّعامتان من آلات البئر. والنعامة: بيت الصائد.
وقال في مثل ذلك عروة بن مرّة الهذليّ [2] : [من الطويل]
وذات ريد كزنق الفأس مشرفة ... طريقها سرب بالنّاس مجبوب [3]
لم يبق من عرشها إلّا نعامتها ... حالان منهزم منها ومنصوب [4]
1183-[مسكن الأروى والنعام]
وفي المثل: «ما يجمع بين الأروى والنّعام» [5] لأنّ الأروى تسكن الجبال ولا تسهل [6] ، والنّعام تسكن السهل ولا ترقى في الجبال. ولذلك قال الشاعر [7] : [من المتقارب]
وخيل تكردس بالدّارعين ... كمشي الوعول على الظّاهره [8]
وقال كثيّر [9] : [من الكامل]
يهدي مطايا كالحنيّ ضوامرا ... بنياط أغبر شاخص الأميال [10]
__________
[1] هي منزلة من منازل القمر بها ثمانية كواكب نيّرة، أربعة منها في المجرة تسمى الواردة وأربعة خارجة منها تسمى الصادرة، وشبهت بالخشبات التي تكون على البئر يعلق بها البكرة والدلاء.
انظر العمدة 2/55، وصبح الأعشى 2/179.
[2] البيتان لأبي خراش الهذلي في ديوان الهذليين 2/159- 160، والبيت الأول في اللسان (سرب) ، والتاج (دعب، سرب) .
[3] في ديوان الهذليين: «الريد: حرف ناتئ من الجبل. كذلق الفأس: كحدّ الفأس، طريقها سرب: شائع» .
[4] في ديوان الهذليين «قوله: من عرشها: هو أن يوضع فوق هذه الدعامة ثمام أو شيء يستظل تحته، فيقول: لم يبق من عرش هذه إلا جذلان: عودان، واحد قائم، والآخر ساقط» .
[5] مجمع الأمثال 2/271، والمستقصى 2/335، وأمثال ابن سلام 279، وجمهرة الأمثال 2/169.
[6] تسهل: تنزل في السهل من الأرض.
[7] البيت للمهلهل في التهذيب 6/250، 10/46، واللسان والتاج (ظهر) ، وله أو لعبيد في اللسان والتاج (كدس) ، وبلا نسبة في المقاييس 5/165، والمخصص 10/69، والبرصان 143.
[8] الدارع: لابس الدرع الحديدي. الظاهر: أعلى الجبل.
[9] ديوان كثير 287.
[10] الحنيّ: جمع حنية، وهي القوس، الأغبر: الطريق ذو الغبرة. شاخص: قائم.

الصفحة 431