كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

لو ان الصّخور الصّمّ يسمعن صلقنا ... لرحن وفي أعراضهنّ فطور [1]
وقال زهير [2] : [من المديد]
ليتني خلقت للأبد ... صخرة صمّاء في كبد
لا تشكّي شرّ جارتها ... خلقت غليظة الكبد
وقالت جمل بنت جعفر: [من الطويل]
بني جعفر لا سلم حتّى نزوركم ... بكلّ ردينيّ وأبيض ذي أثر [3]
وحتّى تروا وسط البيوت مغيرة ... تصمّكم بالضّرب حاشية الذّعر [4]
تبين لذي الشّكّ الذي لم يكن درى ... ويبصرها الأعمى ويسمع ذو الوقر [5]
وقال دريد [6] : [من الوافر]
متى كان الملوك قطينا ... عليّ ولاية صمّاء منّي
1202-[مثل وحديث في الصمم]
ومن الأمثال قولهم: «صمّت حصاة بدم» [7] قال: فأصله أن يكثر القتل وسفك الدّماء، حتّى لو وقعت حصاة على الأرض لم يسمع لها صوت؛ لأنّها لا تلقى صلابة الأرض.
وقد جاء في بعض الحديث: «إذا كانت تلك الملاحم بلغت الدّماء الثّنن» [8] يعني ثنن الخيل، وهو الشّعر الذي خلف الحافر.
__________
[1] الصلق: الصياح والولولة والصوت الشديد. الأعراض: الجوانب والنواحي. فطور: تشقق.
[2] لم يرد البيتان في ديوان زهير.
[3] الرديني: رمح ينسب إلى امرأة تسمى ردينة. الأبيض: السيف. الأثر: فرند السيف.
[4] مغيرة: عنى بها خيلا مغيرة.
[5] الوقر: ذهاب السمع، أو ثقل في الأذن.
[6] ديوان دريد بن الصمة 113، ونقله محقق الديوان عن كتاب الحيوان، وذكر في الحاشية أن رواية عجز البيت في المستقصى 1/143: (عليّ ولاية صمّي صمام) ، و «صمي صمام» من الأمثال في جمهرة الأمثال 1/578، ومجمع الأمثال 1/320، والدرة الفاخرة 2/499، وأمثال ابن سلام 348، وفصل المقال 189، 474، 478.
[7] مجمع الأمثال 1/393، والمستقصى 2/143، وفصل المقال 474، وجمهرة الأمثال 1/578، وأمثال ابن سلام 346.
[8] الحديث في النهاية 1/224، وهو من حديث فتح نهاوند، وانظر المثل «بلغت الدماء الثنن» في مجمع الأمثال 1/93، وأمثال ابن سلام 346، والمستقصى 2/13.

الصفحة 450