كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

وقالت كبشة بنت معد يكرب [1] : [من الطويل]
وأرسل عبد الله إذ حان يومه ... إلى قومه ألّا تغلّوا لهم دمي [2]
ولا تأخذوا منهم إفالا وأبكرا ... وأترك في بيت بصعدة مظلم [3]
جدعتم بعبد الله آنف قومكم ... بني مازن أن سبّ راعي المخزّم
فإن أنتم لم تثأروا لأخيكم ... فمشّوا بآذان النّعام المصلّم
فلو كانت إنّما تريد أنّه ليس لمسامعها حجم، كانت الدّنيا لها معرضة. وقال عنترة [4] : [من الكامل]
وكأنّما أقص إلإكام عشيّة ... بقريب بين المنسمين مصلّم [5]
تأوي له حزق النّعام كما أوت ... حزق يمانية لأعجم طمطم [6]
ولو كان عنترة إنّما أراد عدم الحجم، لقد كانت الدّنيا له معرضة.
وقال زهير [7] : [من الوافر]
بآرزة الفقارة لم يخنها ... قطاف في الرّكاب ولا خلاء [8]
__________
[1] الأبيات لكبشة بنت معدي كرب في الحماسة البصرية 1/73- 74، والأغاني 15/230، والأمالي 2/226، وذيل الأمالي 190، ومعجم البلدان 3/406 (صعدة) ، والخزانة 3/77 (بولاق) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 217، والتبريزي 1/117، ومعجم الأديبات الشواعر 412، وحماسة البحتري 30.
[2] تغلوا: تخونوا.
[3] الإفال: جمع أفيل، زنة أمير، وهو من أولاد الإبل ما أتى عليها سبعة أشهر أو ثمانية. والأبكر:
جمع بكر، وهو ولد الناقة. صعدة: مخلاف من مخاليف اليمن. وفي قولها: «بيت بصعدة مظلم» إشارة إلى زعم العرب من أن القتيل إذا ثأروا به أضاء قبره، أما إذا قبلت ديته أو هدر دمه فإن قبره يبقى مظلما.
[4] ديوان عنترة 20.
[5] أقص: أكسر. الإكام: جمع أكمة، وهي الرابية. المنسمان: الظفران المقدمان في الخف.
[6] تقدم شرح البيت مع تخريج واف له في الفقرة (1189) .
[7] ديوان زهير 57- 58، والبيت الأول في اللسان والتاج (خلأ، أرز، قطف) ، والمقاييس 1/79، والعين 7/383، والجمهرة 1056، والتهذيب 7/577، 13/249، والمجمل 1/179، وبلا نسبة في الجمهرة 64، 1069، والمخصص 7/162، والبيت الثاني في اللسان والتاج (أوأ، هوى) ، والمقاييس 6/15، والمخصص 3/64، 15/120، والمجمل 4/455، والبيت الثالث في اللسان (أوأ، جنأ، سكك، صلم، خنا، سيا) والتاج (أوأ، سكك، تنم، صلم) وكتاب الجيم 1/279، والتهذيب 9/340، 11/197، 14/307، والتنبيه والإيضاح 1/5، وبلا نسبة في المقاييس 1/33، والجمهرة 250، والمجمل 1/155.
[8] في ديوانه: «الآرزة: الدانية بعضها إلى بعض. الفقارة: فقر الظهر. القطاف: مقاربة الخطو وضيق الشحوة وألا يكون وساعا. الركاب: الإبل. الخلاء: أن تبرك فلا تبرح.

الصفحة 453