كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

الذي يضرب تلك الأصول قبل المطر، إلى عشر ضربات حتّى يقطع ذلك المضروب؛ فإذا أصابه المطر احتاج إلى أكثر من ذلك.
1211-[تفسير بيت من الشعر]
وأنشدني يحيى الأغر: [من المتقارب] كضرب القيون سبيك الحديد يوم الجنائب ضربا وكيدا [1] فلم أعرفه؛ فسألت بعض الصّياقلة فقال: نعم، هذا بيّن معروف. إذا أخرجنا الحديدة من الكير في يوم شمال [2] ، واحتاجت في القطع إلى مائة ضربة، احتاجت في قطعها يوم الجنوب إلى أكثر من ذلك، وإلى أشدّ من ذلك الضّرب؛ لأنّ الشمال ييبّس ويقصف، والجنوب يرطّب ويلدّن.
1212-[الأخرس]
والإنسان أبدا أخرس، إذا كان لا يسمع ولا يتبيّن الأصوات التي تخرج من فيه، على معناه [3] . ويقال في غير الإنسان، على غير ذلك. قال كثيّر [4] : [من الطويل]
ألم تسألي يا أمّ عمرو فتخبري ... سلمت وأسقاك السّحاب البوارق
بكيا لصوت الرّعد خرس روائح ... ونعق ولم يسمع لهن صواعق
1213-[السحابة الخرساء]
وتقول العرب: «مازلت تحت عين خرساء» . والعين: السحابة تبقى أيّاما تمطر. وإذا كثر ماؤها وكثف، ولم يكن فيها مخارق تمدح ببرق [5] .
__________
[1] القيون: جمع قين، وهو الحداد. الجنائب: جمع جنوب، وهي الريح. الوكيد: الشديد.
[2] أي في يوم رياحه شمالية.
[3] معناه: أي المعنى الحقيقي للخرس.
[4] ديوان كثير 417.
[5] «قال أبو حنيفة: عين خرساء وسحابة خرساء: لا رعد فيها ولا برق، ولا يسمع لها صوت رعد.
قال وأكثر ما يكون ذلك في الشتاء، لأن شدة البرد تخرس البرد، وتطفئ البرق» . (اللسان:
خرس) .

الصفحة 459