كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

لم يرضعوا الدّهر إلا ثدي واضحة ... لواضح الوجه يحمي باحة الدّار
وقال آخر: [من الطويل]
إذا كان عقل قلتم إنّ عقلنا ... إلى الشّاء لم تحلل علينا الأباعر
وإنّ امرأ بعدي يبادل ودّكم ... بودّ بني ذبيان مولى لخاسر
أولئك قوم لا يهان هديّهم ... إذا صرّحت كحل وهبّت أعاصر [1]
مذاليق بالخيل العتاق إذا عدوا ... بأيديهم خطّيّة وبواتر [2]
وقال أبو الطّمحان القينيّ في المعنى الذي ذكرنا [3] : [من الطويل]
كم فيهم من سيّد وابن سيّد ... وفيّ بعقد الجار، حين يفارقه
يكاد الغمام الغرّ يرعد أن رأى ... وجوه بني لأم وينهلّ بارقه
وقال لقيط بن زرارة [4] : [من الطويل]
وإنّي من القوم الذين عرفتم ... إذا مات منهم سيّد قام صاحبه
نجوم سماء كلما غار كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللّيل حتّى نظّم الجزع ثاقبه [5]
وقال بعض التميميّين، يمدح عوف بن القعقاع بن معبد بن زرارة: [من الطويل]
بحقّ امرئ سرو عتيبة خاله ... وأنت لقعقاع وعمّك حاجب
__________
[1] الهدي: الأسير، وقيل: الرجل ذو الحرمة، يأتي القوم يستجير بهم؛ أو يأخذ منهم عهدا، فهو ما لم يجر، أو يأخذ العهد هدي، فإذا أخذ العهد منهم فهو حينئذ جار لهم (اللسان 15/358- 359: هدي) . الكحل: السنة الشديدة «القاموس: كحل» .
[2] مذاليق: جمع مذلاق؛ وهو السريع الجري «القاموس: ذلق» .
[3] البيتان في البيان والتبيين 3/337، والثاني في عيون الأخبار 4/25، والشعر والشعراء 230 (ليدن) .
[4] الأبيات للقيط بن زرارة في الشعر والشعراء 447 (ليدن) ، والبيت الثالث في عيون الأخبار 4/24، وتنسب الأبيات إلى أبي الطمحان القيني في الحماسة البصرية 1/161، والحماسة المغربية 609، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1598، والأغاني 13/9، وأمالي المرتضى 1/257، والكامل 1/31 (طبعة المعارف) ، والخزانة 8/95- 96، وديوان المعاني 1/22، والصناعتين 360، والمقاصد النحوية 1/567، واللسان (خضض) ، وأخبار أبي تمام 135، والسمط 236، وفي الشعر والشعراء 447 «وبعض الرواة ينحل هذا الشعر أبا الطمحان القيني، وليس كذلك؛ إنما هو للقيط» .
[5] الجزع: ضرب من الخرز فيه سواد وبياض. «القاموس: جزع» .

الصفحة 46