كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

سوى مهاة تقرو أسرّته ... وجؤذر يرتعي على كنس [1]
أو خضاب يرتعي بهقلته ... متى ترعه الأصوات يهتجس [2]
فقد قال طرفة كما ترى:
متى ترعه الأصوات يهتجس
وقال الآخر: جوابنا في هذا هو جوابنا فيما قبله.
1218-[فكاهة]
وروى الهيثم بن عديّ، وسمعه بعض أصحابنا من أبي عبيدة، قال: تضارط أعرابيّان عند خالد بن عبد الله، أحدهما تميميّ والآخر أزديّ فضرط الأزديّ ضرطة ضئيلة، فقال التميميّ: [من الطويل]
حبقت عجيفا محثلا ولو انّني ... حبقت لأسمعت النّعام المشرّدا [3]
فمرّ كمّر المنجنيق وصوته ... يبذّ هزيم الرّعد، بدءا عمرّدا [4]
1219-[سبب إطلاق لقب نعامة على بعض الناس]
وزعم أبو عمرو الشّيبانيّ عن بعض العرب، أنّ كلّ عربيّ وأعرابيّ كان يلقّب نعامة، فإنما يلقّب بذلك لشدّة صممه. وأنّه سأله عن الظليم: هل يسمع؟ فقال:
يعرف بأنفه وعينه، ولا يحتاج معهما إلى سمع. وأنشدني: [من الطويل]
فجئتك مثل الهقل يشتمّ رأله ... ولا عرف إلّا سوفها وشميمها [5]
وزعم أنّ لقب بيهس نعامة، وأنه لقّب بذلك لأنّه كان في خلق نعامة، وكان
__________
[1] المهاة: البقرة الوحشية. تقرو: تقصد. الأسرة: جمع سر. وهو أفضل موضع في الوادي. الجؤذر:
ولد البقرة الوحشية. الكنس: جمع كناس، وهو بيت الوحش.
[2] الخاضب: الظليم. الهقلة: النعامة. يهتجس: هجسه: رده عن الأمر فانهجس.
[3] العجيف: المهزول. المحثل: الهزيل.
[4] المنجنيق: آلة ترمى بها الحجارة، فارسيتها: من چهـ نيك، أي: أنا ما أجودني. يبذ: يغلب.
الهزيم: صوت الرعد. البدء: السيد والشاب العاقل. العمرّد: الطويل.
[5] الهقل: ذكر النعام. الرأل: فرخ النعام. العرف: الريح طيبة أو غير طيبة. السوف: الشم.

الصفحة 462