كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

شديد الصّمم مائقا. فأنشد لعديّ بن زيد [1] : [من الطويل]
ومن حذر الأيّام ما حزّ أنفه ... قصير وخاض الموت بالسّيف بيهس [2]
نعامة لمّا صرّع القوم رهطه ... تبيّن في أثوابه كيف يلبس
وقال المتنخّل الهذليّ [3] وذكر سيفا: [من السريع]
منتخب اللّبّ له ضربة ... خدباء كالعطّ من الخذعل [4]
يقول: هذا السّيف أهوج لا عقل له. والخدب في هذا الموضوع: الهوج.
وتهاوي الشيء لا يتمالك. ويقال للسّيف لا يبالي ما لقي.
1220-[شعر في التشبيه بالنعام]
وقال الأعشى [5] في غير هذا الباب: [من المتقارب]
كحوصلة الرّال في جريها ... إذا جليت بعد إقعادها [6]
«كحوصلة الرّأل» يصف الخمر بالحمرة. جليت: أخرجت؛ وهو مأخوذ من جلوة العروس القاعدة، إذا قعدت عن الطّلب. ومثله في غير الخمر قول علقمة [7] : [من البسيط]
تأوي إلى حسكل حمر حواصله ... كأنّهنّ إذا برّكن جرثوم
__________
[1] البيتان في ملحق ديوان عدي بن زيد 200، وللمتلمس في ديوانه 113، 116، والخزانة 7/290، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 659، وحماسة البحتري 20، والفاخر 64، وبلا نسبة في البيان 4/17.
[2] قصير: هو قصير بن سعد اللخمي، وقصته مشهورة مع الزباء ملكة تدمر، وبه ضرب المثل «لأمر ما جدع قصير أنفه» ، وهذا المثل في المستقصى 2/383، ومجمع الأمثال 1/290، والأمثال لمجهول 116.
[3] شرح أشعار الهذليين 1260، واللسان (خذعل) ، وديوان الهذليين 2/12.
[4] في ديوان الهذليين: «منتخب، أي منخوب اللب. يقول: ذهب عقله. يقول: كأنه ليس له عقل من مرّه لا يتماسك. والخدب: الاسترخاء، وركوب من الرجل لرأسه، وهو مثل الهوج. والعط:
الشّقّ. والخذعل: المرأة الحمقاء. ويقال: هذه الحمقاء لا تداوي الشق، تدعه كما هو» .
[5] ديوان الأعشى 121.
[6] في جريها: أي عند سيلانها وتدفقها من فم الدن. الرأل: فرخ النعام، وحوصلته حمراء لتجردها من الريش.
[7] تقدم تخريج البيت وشرحه في الفقرة 1193، ص 438.

الصفحة 463