كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

ووصف الذّيب طفيل الغنويّ، فقال [1] : [من الطويل]
كسيد الغضا العادي أضلّ جراءه ... على شرف مستقبل الرّيح يلحب
1222-[استطراد]
ويلحق بموضع ذكر الضّرب الشديد، قولهم في المثل: «ضربناهم ضرب غرائب الإبل» [2] . قال أبو حيّة [3] : [من الطويل]
جديرون يوم الرّوع أن يخضبوا القنا ... وأن يتركوا الكبش المدجّج ثاويا [4]
ضربناهم ضرب الجنابى على جبى ... غرائب تغشاه حرارا ضواريا [5]
وإذا جاءت عطاشا قد بلغ منها العطش واليبس، قيل: جاءت تصلّ أجوافها صليلا. قال الرّاعي [6] : [من الكامل]
فسقوا صوادي يسمعون عشيّة ... للماء في أجوافهنّ صليلا
قال: وأنشدنا أبو مهديّة، لمزاحم العقيليّ [7] : [من الطويل]
غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها ... تصلّ، وعن قيض بزيزاء مجهل [8]
__________
[1] ديوان طفيل الغنوي 45، والمعاني الكبير 1/162، 319، وتقدم البيت في الصفحة 323.
[2] المثل برواية «ضربه ضرب غرائب الإبل» ، ويروى «اضربه ضرب غريبة الإبل» ، والمثل في مجمع الأمثال 1/419، وجمهرة الأمثال 2/8، والمستقصى 1/215، وأمثال ابن سلام 270، ومثله حديث الحجاج في النهاية 3/349 «لأضربنّكم ضرب غريبة الإبل» ، وذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من غيرها ضربت وطردت، حتى تخرج منها.
[3] ديوان أبي حية النميري 104- 105.
[4] القنا: الرماح. الكبش: القائد. المدجج: ذو السلاح. ثاويا: مقتولا.
[5] رواية البيت في الأصل:
(ضربناهم ضرب الحساما غرائب ... وإذا جاءك عطاشا لعسا حرارا ضواريا)
[6] ديوان الراعي النميري 223، واللسان والتاج (صلل) ، والجمهرة 143، 1321، وراجع المزيد من مصادر البيت في ديوانه 223- 224.
[7] ديوان مزاحم العقيلي 11، والخزانة 10/147، 150، ونوادر أبي زيد 163، واللسان والتاج (صلل، علا) ، وشرح شواهد المغني 1/425، وشرح المفصل 8/38، وشرح شواهد الإيضاح 230، والأزهية 194، والدرر 4/187، وبلا نسبة في مغني اللبيب 1/146، 2/532، والخزانة 6/535، ومجالس ثعلب 304، وأوضح المسالك 3/58، وأسرار العربية 103، وهمع الهوامع 2/36. والمخصص 14/57، والكتاب 4/231.
[8] في الكتاب «يصف قطاة غدت عن فرخها طالبة للورد بعد تمام الخمس، وهو أن ترد الماء يوما

الصفحة 465