كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

فتفهّم- رحمك الله- فقد أراد الله إفهامك.
وقال الله تعالى للثّقلين: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ
[1] ، فجعل الشّواظ والنّحاس، وهما النّار والدّخان، من الآية. ولذلك قال على نسق الكلام: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ
[1] ولم يعن أن التّعذيب بالنّار نعمة يوم القيامة، ولكنه أراد التّحذير بالخوف والوعيد بها، غير إدخال النّاس فيها، وإحراقهم بها.
1245-[نار الشجر]
وقال المرّار بن منقذ [2] : [من الكامل]
وكأنّ أرحلنا بجوّ محصب ... بلوى عنيزة من مقيل التّرمس
في حيث خالطت الخزامى عرفجا ... يأتيك قابس أهلها لم يقبس
أراد خصب الوادي ورطوبته. وإذا كان كذلك لم تقدح عيدانه، فإن دخلها مستقبس لم يور نارا.
وقال كثيّر [3] : [من الطويل]
له حسب في الحيّ، وار زناده ... عفار ومرخ حثّه الوري عاجل [4]
والعفار والمرخ، من بين جميع العيدان التي تقدح، أكثرها في ذلك وأسرعها.
قال: ومن أمثالهم: «في كلّ الشّجر نار، واستمجد المرخ والعفار» [5] .
1246-[نار الاستمطار]
[6] ونار أخرى، وهي النّار التي كانوا يستمطرون بها في الجاهليّة الأولى؛ فإنهم
__________
[1] 35/الرحمن: 55.
[2] البيتان للمرار بن سعيد في ديوانه 461، وأشعار اللصوص 363، وللأسدي في البيان 3/34، والبيت الثاني للأسدي في المخصص 10/176، 11/32، وتقدم البيتان في 3/62، فقرة (613) مع نسبتهما للأسدي.
[3] ديوان كثير 277، والمخصص 11/27.
[4] وار: متقد.
[5] المستقصى 2/183، وفصل المقال 202، وجمهرة الأمثال 1/173، 2/92، ومجمع الأمثال 2/74، وثمار القلوب (823) ، وقيل إن معناه: أنهما أخذا الفضل وذهبا بالمجد.
[6] ثمار القلوب (829) ، وانظر الخزانة 7/147، والأوائل 35، ونهاية الأرب 3/120، ومحاضرات الراغب 1/152.

الصفحة 491