كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

ولحقت بالنّسب الذي عيّرتني ... وتركت أصلا يا يزيد ذميما [1]
وقوله: «تميم» يريد: تميمة [2] . فحذف الهاء.
1248-[التحالف والتعاقد على الملح]
وربّما تحالفوا وتعاقدوا على الملح. والملح شيئان: أحدهما المرقة، والأخرى اللّبن. وأنشدوا لشتيم بن خويلد الفزاري [3] : [من المتقارب]
لا يبعد الله ربّ العباد ... والملح ما ولدت خالده
وأنشدوا فيه قول أبي الطّمحان [4] : [من الطويل]
وإني لأرجو ملحها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبرا
وذلك أنّه كان جاورهم، فكان يسقيهم اللّبن؛ فقال: أرجو أن تشكروا لي ردّ إبلي، على ما شربتم من ألبانها، وما بسطت من جلد أشعث أغبر. كأنّه يقول: كنتم مهازيل- والمهزول يتقشّف جلده وينقبض- فبسط ذلك من جلودكم.
1249-[نار المسافر]
[5] ونار أخرى، وهي النّار التي كانوا ربّما أوقدوها خلف المسافر، وخلف الزّائر
__________
ومرة، وقال ابن الأعرابي: المحاش: الذين لا خير فيهم ولا غناء عندهم، يقال: محشته النار، إذا أحرقته وأفسدته. وقوله: «أعددت يربوعا» يريد: يربوع بن غيظ بن مرة، و «تميما» أراد: تميم بن ضبة من عذرة بن سعد بن ذبيان» .
[1] في ديوانه: «وقوله: ولحقت بالنسب الذي عيرتني، يريد النسب الذي نفاه إليه، وعيّره به، وذلك أن ابنة النابغة كانت تحت يزيد فطلقها، فقيل له: لم طلقتها؟ فقال: لأنه رجل من عذرة، فنفى النابغة انتسابه إليهم، وزعم أنه نسب يزيد، إلا أنه تركه، وانتفى منه، وهو معنى قوله: وتركت أصلك يا يزيد ذميما» ، أي «مذموما» .
[2] أي حذف الهاء للترخيم في غير موضع النداء، وأراد: تميمة بن ضبة، وانظر الحاشية قبل السابقة.
[3] البيت لشتيم بن خويلد الفزاري في اللسان (لوم) ، وأساس البلاغة (ملح) ، ولعبد الله بن الزبعري في ديوانه 35، ولنهيكة بن الحارث المازني في الخزانة 4/164 (بولاق) ، وبلا نسبة في الكامل 1/295 (المعارف) ، والفاخر 9، واللسان (ملح) والمخصص 1/26، والتهذيب 5/100، 102.
[4] البيت في الشعر والشعراء 229 (ليدن) ، والكامل 1/295، (المعارف) ، والاشتقاق 451، واللسان والتاج، وأساس البلاغة وعمدة الحفاظ (ملح) ، وبلا نسبة في الجمهرة 569، والمخصص 1/26.
[5] ثمار القلوب 459 (826) ، وسماها في الأوائل 37 «نار الطرد» . وانظر المعاني الكبير 433، والخزانة 7/148، ومحاضرات الراغب 1/154.

الصفحة 495