كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

الذي لا يحبّون رجوعه. وكانوا يقولون في الدّعاء: أبعده الله وأسحقه، وأوقد نارا خلفه، وفي إثره! وهو معنى قول بشار [1]- وضربه مثلا: [من المتقارب]
صحوت وأوقدت للجهل نارا ... وردّ عليك الصّبا ما استعارا
وأنشدوا [2] : [من الطويل]
وجمّة أقوام حملت ولم تكن ... لتوقد نارا إثرهم للتندّم
والجمّة: الجماعة يمشون في الصلح. وقال الراجز [3] في إبله: [من الرجز]
تقسم في الحقّ وتعطى في الجمم
يقول: لا تندم على ما أعطيت في الحمالة، عند كلام الجماعة فتوقد خلفهم نارا كي لا يعودوا.
1250-[نار الإنذار]
[4] ونار أخرى وهي النّار التي كانوا إذا أرادوا حربا، وتوقّعوا جيشا عظيما، وأرادوا الاجتماع أوقدوا ليلا على جبلهم نارا؛ ليبلغ الخبر أصحابهم.
وقد قال عمرو بن كلثوم [5] : [من الوافر]
ونحن غداة أوقد في خزاز ... رفدنا فوق رفد الرّافدينا
وإذا جدّوا في جمع عشائرهم إليهم أوقدوا نارين. وهو قول الفرزدق [6] :
[من الكامل]
لولا فوارس تغلب ابنة وائل ... سدّ العدوّ عليك كلّ مكان
__________
[1] البيت لبشار بن برد في ديوانه 4/65، والمختار من شعر بشار 340، وثمار القلوب (827) وبلا نسبة في اللسان والتاج (وقد) ، والتهذيب 9/250.
[2] البيت بلا نسبة في اللسان (نور) ، والتهذيب 15/232، وعيار الشعر 54، والمعاني الكبير 1/433، وثمار القلوب (827) .
[3] الرجز بلا نسبة في جمهرة اللغة 496، وروايته: (أضرب في النقع وأعطي في الجمم) .
[4] ثمار القلوب 461 (829) ، وسماها في الأوائل 37 «نار الأهبة» ، وانظر الخزانة 7/152، ومطلع الفوائد 42.
[5] البيت برقم 68 من معلقته في شرح القصائد السبع 409، وشرح القصائد العشر 352، واللسان والتاج (خزر، خزز) ، والبيان 3/22، والمعاني الكبير 434، ومعجم البلدان 2/419 (خزاز) ، ومعجم ما استعجم 2/496.
[6] ديوان الفرزدق 2/345 (صادر) ، 882- 883 (الصاوي) ، والبيت الأول في اللسان (مضح) ، وبلا نسبة في المقتضب 3/360.

الصفحة 496