كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

ونار قد حضأت بعيد هدء ... بدار لا أريد بها مقاما [1]
سوى تحليل راحلة وعين ... أكالئها مخافة أن تناما
أتوا ناري، فقلت منون أنتم ... فقالوا: الجنّ! قلت: عموا ظلاما [2]
فقلت: إلى الطّعام، فقال منهم ... زعيم: نحسد الإنس الطعاما
وهذا غلط وليس من هذا الباب، وسنضعه في موضعه إن شاء الله تعالى. بل الذي يقع ههنا قول أبي المطراب عبيد بن أيّوب [3] : [من الطويل]
فلله درّ الغول أيّ رفيقة ... لصاحب قفر خائف متقفّر [4]
أرنّت بلحن بعد لحن وأوقدت ... حواليّ نيرانا تبوخ وتزهر [5]
1255-[نار الاحتيال]
[6] وما زالت السّدنة تحتال للنّاس جهة النّيران بأنواع الحيل، كاحتيال رهبان كنيسة القمامة ببيت المقدس بمصابيحها، وأنّ زيت قناديلها يستوقد لهم من غير نار، في بعض ليالي أعيادهم قال [7] : وبمثل احتيال السّادن لخالد بن الوليد، حين رماه بالشّرر؛ ليوهمه أنّ ذلك من الأوثان، أو عقوبة على ترك عبادتها وإنكارها، والتعرّض لها؛ حتى قال [8] :
[من الرجز]
يا عزّ كفرانك لا سبحانك ... إنّي وجدت الله قد أهانك
حتى كشف الله ذلك الغطاء، من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1256-[نار الصيد]
[9] ونار أخرى، وهي النّار التي توقد للظباء وصيدها، لتعشى إذا أدامت النّظر،
__________
[1] حضأت: أشعلت.
[2] منون أنتم: أي من أنتم.
[3] البيتان في أشعار اللصوص 218.
[4] المتقفر: الذي يتبع آثار الصيد، وفي أشعار اللصوص «يتستر» مكان «المتقفر» .
[5] تبوخ: تسكن وتفتر. تزهر: تضيء.
[6] ثمار القلوب (74) ، حيث نقل عن الجاحظ.
[7] ربيع الأبرار 1/181.
[8] الرجز بلا نسبة في ثمار القلوب (75) .
[9] ثمار القلوب (830) .

الصفحة 500