كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

فإنّها تجيء بالغيث. وإذا غيثت الأرض ومطرت أحدث الله للعيدان جدّة. وللأشجار أغصانا لم تكن.
1262-[نار اليراعة]
ونار أخرى، وهي شبيهة بنار البرق، ونار أبي حباحب، وهي «نار اليراعة» ، واليراعة: طائر صغير، إن طار بالنّهار كان كبعض الطّير، وإن طار باللّيل كان كأنّه شهاب قذف أو مصباح يطير.
1263-[الدفء برؤية النار]
وفي الأحاديث السّائرة المذكورة في الكتب، أنّ رجلا ألقي في ماء راكد في شتاء بارد، في ليلة من الحنادس [1] ، لا قمر ولا ساهور [2]- وإنما ذكر ذلك، لأنّ ليلة العشر والبدر والطّوق الذي يستدير حول القمر، يكون كاسرا [3] من برد تلك الليلة- قالوا: فما زال الرجل حيّا وهو في ذلك تارز [4] جامد، ما دام ينظر إلى نار، كانت تجاه وجهه في القرية، أو مصباح، فلما طفئت انتفض.
1264-[نار الخلعاء والهرّاب]
وقال الشّاعر [5] : [من الطويل]
ونار قبيل الصّبح بادرت قدحها ... حيا النّار قد أوقدتها للمسافر [6]
يقول: بادرت اللّيل، لأنّ النّار لا ترى بالنهار، كأنه كان خليعا أو مطلوبا.
وقال آخر: [من الطويل]
ودوّيّة لا يثقب النّار سفرها ... وتضحي بها الوجناء وهي لهيد [7]
__________
[1] الحنادس: ثلاث ليال من الشهر مظلمات.
[2] الساهور: التسع البواقي من الشهر.
[3] كاسرا: مخففا.
[4] التارز: الصلب الشديد.
[5] البيت لكعب بن زهير في ديوانه 185، وأساس البلاغة (قهر) ، وبلا نسبة في اللسان (حيا) .
[6] حيا النار: أراد: حياة النار فحذف الهاء. «اللسان: حيا» .
[7] يثقب النار: يشعلها. السفر: المسافرون. الوجناء: الناقة الشديدة. اللهيد: المجهدة المتعبة.

الصفحة 503