كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)
باب آخر في ذكر الغضب، والجنون، في المواضع التي يكون فيها محمودا
604-[شعر في الجنون]
قال الأشهب بن رميلة [1] : [من الطويل]
هرّ المقادة من لا يستقيد لها ... واعصوصب السّير وارتدّ المساكين [2]
من كلّ أشعث قد مالت عمامته ... كأنّه من ضرار الضّيم مجنون
وقال في شبيه ذلك أبو الغول الطّهويّ [3] : [من الوافر]
فدت نفسي وما ملكت يميني ... معاشر صدّقت فيهم ظنوني
معاشر لا يملّون المنايا ... إذا دارت رحى الحرب الطّحون
ولا يجزون من خير بشر ... ولا يجزون من غلظ بلين
ولا تبلى بسالتهم وإن هم ... صلوا بالحرب حينا بعد حين
هم أحموا حمى الوقبى بضرب ... يؤلّف بين أشتات المنون [4]
فنكّب عنهم درء الأعادي ... وداووا بالجنون من الجنون
وقال ابن الطّثريّة [5] : [من البسيط]
لو أنّني لم أنل منكم معاقبة ... إلا السّنان لذاق الموت مظعون
أو لا ختطبت فإني قد هممت به ... بالسّيف إن خطيب السّيف مجنون
__________
[1] البيتان في ديوانه 244.
[2] هرّ: كره «القاموس: هرّ» . المقادة: القود، وهو نقيض السوق «القاموس: قود» .
[3] الأبيات لأبي الغول الطهوي في الأمالي 1/260، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 39- 40، والسمط 580، والخزانة 6، 433، 8/314، والأبيات (1، 2، 5) في معجم البلدان 5/380 (الوقبى) ، و (1، 2) في شرح المفصل 5/55، و (3، 5، 6) في الشعر والشعراء 256- 257 (طبعة ليدن) ، والثالث في اللسان (سوا) ، والرابع في اللسان (صلا) ، و (1، 2) بلا نسبة في الخصائص 2/121.
[4] الوقبى: ماء لبني مالك بن مازن بن مالك، وكانت لهم به وقائع مشهورة، وهو على طريق المدينة من البصرة. معجم البلدان 5/380 (الوقبى) .
[5] ديوان ابن الطثرية 107.
الصفحة 54
510