كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

سميّ النبيّ المصطفى وابن عمّه ... وفكّاك أغلال ونفّاع غارم
أبى فهو لا يشري هدى بضلالة ... ولا يتّقي في الله لومة لائم
ونحن بحمد الله نتلو كتابه ... حلولا بهذا الخيف خيف المحارم
بحيث الحمام آمنات سواكن ... وتلقى العدوّ كالوليّ المسالم
679-[حمامة نوح وطوقها]
قال صاحب الحمام [1] : أمّا العرب والأعراب والشّعراء، فقد أطبقوا على أنّ الحمامة هي التي كانت دليل نوح ورائده، وهي التي استجعلت [2] عليه الطّوق الذي في عنقها، وعند ذلك أعطاها الله تعالى تلك الحلية؛ ومنحها تلك الزّينة، بدعاء نوح عليه السلام، حين رجعت إليه ومعها من الكرم ما معها، وفي رجليها من الطّين والحمأة ما برجليها، فعوّضت من ذلك الطّين خضاب الرّجلين، ومن حسن الدّلالة والطّاعة طوق العنق.
680-[شعر في طوق الحمامة]
وفي طوقها يقول الفرزدق [3] : [من الوافر]
فمن يك خائفا لأذاة شعري ... فقد أمن الهجاء بنو حرام
هم قادوا سفيههم وخافوا ... قلائد مثل أطواق الحمام
وقال في ذلك بكر بن النّطّاح [4] : [من الطويل]
إذا شئت غنّتني ببغداد قينة ... وإن شئت غنّاني الحمام المطوّق
لباسي الحسام أو إزار معصفر ... ودرع حديد أو قميص مخلّق
فذكر الطّوق، ووصفها بالغناء والإطراب. وكذلك قال حميد بن ثور [5] : [من الطويل]
رقود الضّحى لا تعرف الجيرة القصا ... ولا الجيرة الأدنين إلّا تجشّما
__________
[1] ثمار القلوب (679) .
[2] استجعلت: طلبت الجعالة، وهي الرشوة.
[3] البيتان للفرزدق في طبقات ابن سلام 325، وثمار القلوب 368 (681) والتشبيهات 229، والعمدة 1/66، والأول في اللسان والتاج (حرم) ، ولم يرد البيتان في ديوانه.
[4] ديوان بكر بن النطاح 255، والعمدة 2/17.
[5] ديوان حميد بن ثور 17- 27، وهي الأبيات (48، 50، 78، 89، 92، 93، 94) ، والوحشيات 193، والكامل 2/98، والبيتان التاليان في عيون الأخبار 4/145، والأول بلا نسبة في اللسان والتاج (قصر) ، والمقاييس 1/458، والمخصص 4/3.

الصفحة 97