وليست من اللائي يكون حديثها ... أمام بيوت الحيّ إنّ وإنّما
ثمّ قال:
وما هاج هذا الشّوق إلّا حمامة ... دعت ساق حرّ ترحة وترنّما [1]
مطوّقة خطباء تصدح كلما ... دنا الصّيف وانجاب الربيع فأنجما [2]
ثمّ قال بعد ذكر الطوق [3] :
إذا شئت غنّتني بأجزاع بيشة ... أو النّخل من تثليث أو بيلملما
عجبت لها، أنّى يكون غناؤها ... فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما
ولم أر محزونا له مثل صوتها ... ولا عربيّا شاقه صوت أعجما
وقال في ذكر الطّوق- وأنّ الحمامة نوّاحة- عبد الله بن أبي بكر وهو شهيد يوم الطائف، وهو صاحب ابن صاحب [4] : [من الطويل]
فلم أر مثلي طلّق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير جرم تطلّق
أعاتك لا أنساك ما هبّت الصّبا ... وما ناح قمريّ الحمام المطوّق
وقال جهم بن خلف، وذكرها بالنّوح، والغناء، والطّوق، ودعوة نوح؛ وهو قوله [5] : [من المتقارب]
وقد شاقني نوح قمرية ... طروب العشيّ هتوف الضّحى
من الورق نوّاحة باكرت ... عسيب أشاء بذات الغضا
__________
[1] البيت له في معجم البلدان 5/428 (يبمبم) ، والحماسة البصرية 2/150، واللسان (حرر، سوق، حمم) ، والتاج (حرر، علط، سوق، وحى) ، والمقاييس 2/6، والمجمل 2/8، وبلا نسبة في العين 3/24.
[2] اللسان (صدح، جول) ، والتاج (جول) .
[3] الأبيات الثلاثة التالية في معجم البلدان 5/428 (يبمبم) . وهي عدا الأخير في ديوان المعاني 1/326، والأول منها في اللسان والتاج (فغر، غنا) ، وأساس البلاغة (فغر) ، وبلا نسبة في الخزانة 1/37، والثاني في اللسان (ببم) ، والتاج (ببم، يبمبم) ، والتهذيب 15/591. والأغاني 14/355.
[4] الأبيات في الأغاني 18/59، وتزيين الأسواق 245، وذم الهوى 647، وربيع الأبرار 5/297، ونوادر المخطوطات 1/61، وأخبار النساء 214، وحياة الحيوان 2/222، والظرف والظرفاء 173- 174، وروضة المحبين 281- 282.
[5] ورد البيت الأول والرابع منسوبا إلى جهم بن خلف في ثمار القلوب (681) ، والقصيدة منسوبة إلى أبي صفوان الأسدي في الأمالي 2/238، وسرور النفس 107.