كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 106 """"""
فإنك أصبحت زين النساء . . . وواحدة الناس في كل فن فقربك يدنيني لذيذ الحياة . . . وبعدك ينفي لذيذ الوسن
فنعم الأنيس ونعم الجليس . . . ونعم السمير ونعم السكن
وقال أيضاً فيها وفي جاريتها بدعة وتحفة :
إن عريباً خلقت وحدها . . . في كل ما يحسن من أمرها
ونعمةٍ لله في خلقه . . . يقصر العالم في شكرها
أشهدني جاريتها على . . . أنهما محسنتا دهرها
فبدعةٌ تبدع في شجوها . . . وتحفةٌ تتحف في زمرها
يا رب أمتعها بما خولت . . . وامدد لها يا رب في عمرها
وقال علي بن العباس بن طلحة الكاتب : كنت عند إبراهيم المدبر ، فزارته بدعة وتحفة ، وأخرجتا رقعةً من عريب ، فقرأها فإذا فيها : بنفسي أنت وسمعي وبصري ، وقل ذلك لك . أصبح يومنا هذا طيباً - طيب الله عيشك - قد احتجبت سماؤه ، ورق هواؤه ، وتكامل صفاؤه ، وكأنه أنت في رقة شمائلك وطيب محضرك ومخبرك ، لا فقدت ذلك أبداً منك ولم يصادف حسنه وطيبه منا نشاطاً ولا طرباً لأمورٍ صدتني عن ذلك ، أكره تنغيص ما أشتهيه لك من السرور بشرحها . وقد بعثت إليك ببدعةٍ وتحفةٍ ليؤنساك وتسر بهما ، سرك الله وسرني بك . فكتب إليها :
كيف السرور وأنت نازحةٌ . . . عني وكيف يسوغ لي الطرب
إن غبت غاب العيش وانقطعت . . . أسبابه وألحت الكرب
وأنفذ الجواب إليها . فلم تلبث أن جاءت على حمارٍ مصري ، فبادر إليها وتلقاها حافياً حتى جاء بها إلى صدر المجلس ، يطأ الحمار بساطه وما عليه ، حتى

الصفحة 106