كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 111 """"""
ملكاً قد رأته عي . . . ني قتيلاً معفرا
كل من كان ذا هيا . . . م وحزنٍ فقد برا
غير محبوبة التي . . . لو ترى الموت يشترى
لاشترته بملكها . . . كل هذا لتقبرا
إن موت الكثيب أص . . . لح من أن يعمرا
فاشتد ذلك على وصيفٍ وأمر بقتلها ، فاستوهبها بغا منه فوهبها له . فأعتقها وأمر بإخراجها وأن تكون حيث تختار من البلاد . فخرجت إلى بغداد من سر من رأى ، وأخملت ذكرها طول عمرها ، وما طمع فيها أحد . رحمها الله تعالى .
ذكر أخبار عبيدة الطنوبرية
قال أبو الفرج الأصفهاني : كانت عبيدة الطنوبرية من المحسنات المتقدمات في الصنعة والأدب ، شهد لها بذلك إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، قال : وحسبها بشهادته . قال : وكان أبو حشيشة يعظمها ويعترف لها بالرياسة والأستاذية . وكانت من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم صوتاً ، وكانت لا تخلو من عشق . قال : ولم يعرف في الدنيا امرأةٌ أعظم صنعةً منها من الطنبور . وكانت لها صنعةٌ عجيبة . فمنها في الرمل :
كن لي شفيعاً إليكا . . . إن خفف ذاك عليكا
وأعفني من سؤالي . . . سواك ما في يديكا
يا من أعز وأهوى . . . مالي أهون لديكا
قال : وحضرت يوماً عند علي بن الهيثم اليزيدي وعنده عمرو بن مسعدة وهارون بن أحمد بن هشام ، فجاءه إسحاق بن إبراهيم الموصلي فأخبره خبرهم . فقال له إسحاق : إني كنت أشتهي أن أسمع عبيدة ، ولكنها إن عرفتني وسألتموني أن أغني

الصفحة 111