كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 113 """"""
الباب السابع حاجات المغني ووصف القيان والآلات
ويضطر إلى معرفته ، وما قيل في الغناء ، وما وصفت به القيان ، ووصف آلات الطرب
ذكر ما يحتاج إليه المغني ويضطر وما قيل في الغناء والقيان من جيد الشعر
قال مالك بن أبي السمح : سألت ابن أبي إسرائيل عن المحسن المصيب من المغنين ، فقال : هو الذي يشبع الألحان ، ويملأ الأنفاس ، ويعدل الأوزان ، ويفخم الألفاظ ، ويعرف الصواب ، ويقيم الإعراب ، ويستوفي النغم الطوال ، ويحسن مقاطع النغم القصار ، ويصيب أجناس الإيقاع ، ويختلس مواضع النبرات ، ويستوفي ما يشاكلها من النقرات . فعرضت على ما قال معبد ، فاستحسنه وقال : ما يقال فيه أكثر من هذا . وقد رويت هذه المقالة عن ابن سريج . وقال إبراهيم الموصلي : الغناء على ثلاثة أضرب : فضربٌ ملهٍ مطربٌ يحرك ويستخف ، وضربٌ ثانٍ له شجىً ورقةً ، وضربٌ ثالثٌ حكمةٌ وإتقان صنعة . قال : كان هذا كله مجموعاً في غناء ابن سريج . وقال أبو عثمان الناجم : بحبوحة الحلق الطيب تشبه مرض الأجفان الفاترة .
وأما ما قيل في الغناء وما وصفت به القيان .
حكي أن بعض المحدثين سمع غناءً بخراسان بالفارسية ، فلم يدر ما هو غير أنه شرقه لشجاه وحسنه ، فقال في ذلك ، وقيل إنه لأبي تمام :
حمدتك ليلةً شرفت وطابت . . . أقام سهادها ومضى كراها