كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 114 """"""
سمعت بها غناءً كان أولى . . . بأن يقتاد نفسي من عناها
ومسمعةٍ يحار السمع فيها . . . ولم تصممه ، لا يصمم صداها
مرت أوتارها فشفت وشاقت . . . فلو يسطيع حاسدها فداها
ولم أفهم معانيها ولكن . . . ورت كبدي فلم أجهل شجاها
فكنت كأنني أعمى معنًى . . . بحب الغانيات وما رآها
وقال كشاجم في بحة حلق المغني :
أشتهي في الغناء بحة حلقٍ . . . ناعم الصوت متعبٍ مكدود
كأنين المحب أضعفه الشو . . . ق فضاهى به أنين العود
لا أحب الأوتار تعلو كما لا . . . أشتهي الضرب لازماً للعمود
وأحب المحنبات كحبي . . . للمبادي موصولةً بالنشيد
كهبوب الصبا توسط حالاً . . . بين حالين شدةٍ وركود
وقال الناجم :
شدوٌ ألذ من ابتدا . . . ء العين في إغفائها
أحلى وأشهى من منى . . . نفسٍ وصدق رجائها
وقال بن بشير :
وصوتٍ لبنى الأحرا . . . ر أهل السيرة الحسنى
شجٍ يستغرق الأوتا . . . ر حتى كلها تفنى
فما أدري اليد اليسرى . . . به أشقى أم اليمنى ؟
وقلنا لمغنيه . . . وقد غنى على المثنى

الصفحة 114