كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
وقال ابن الرومي :
فظلت أشرب بالأرطال لا طرباً . . . عليه بل طلباً للسكر والنوم
ذكر ما قيل في وصف آلات الطرب
فمن ذلك ما وصف به العود . نظم أبو الفتح محمود المعروف بكشاجم قول الحكماء : إن العود مركبٌ على الطبائع الأربع ، فقال :
شدت فجلت أسماعنا بمخففٍ . . . يحدثها عن سرها وتحدثه
مشاكلةٌ أوتاره في طباعها . . . عناصر منها أحدث الخلق محدثه
فللنار منه الزير والبم أرضه . . . وللريح مثناه وللماء مثلثه
وكل امرئ يرتاح منه لنغمةٍ . . . على حسب الطبع الذي منه يبعثه
شكا ضرب يمناها فظلت يسراها . . . تطوقه طوراً وطوراً ترعثه
فما برحت حتى أرتنا مخارقاً . . . يجاوبه في أحسن النقر عثعثه
وحتى حسبت البابليين ألقيا . . . على لفظها السحر الذي فيه تنفثه
وقال آخر :
جاءت بعودٍ تناغيه فيسعدها . . . انظر بدائع ما تأتي به الشجر غنت على عوده الأطيار من طربً . . . رطباً ، فلما ذوى غنت به البشر
فلا يزال عليه أو به طربٌ . . . يهيجه الأعجمان : والطير والوتر
وقال آخر :
سقى الله أرضاً أنبتت عودك الذي . . . ذكت منه أنفاسٌ وطابت مغارس
تغنت عليه الورق والعود أخضر . . . وغنت عليه الغيد والعود يابس

الصفحة 119