كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 120 """"""
وقال آخر :
لا تحسب العود إن غنتك شادنةٌ . . . جاءتك بالطيف فيه نغمة الوتر
وإنما الطير ألقت عنده خبراً . . . فعذبوه فنم العود بالخبر
وقال آخر :
فكأنه في حجرها ولدٌ لها . . . ضمته بين ترائبٍ ولبان
طوراً تدغدغ بطنه فإذا هفا . . . عركت له أذناً من الآذان
وقال الناجم :
إذا احتضنت عودها عابث . . . وناغته أحسن أن يعربا
تدغدغ في مهلٍ بطنه . . . فيسمعنا مضحكاً معجبا
وقال الحمدوني :
وناطقٍ بلسانٍ لا ضمير له . . . كأنه فخذٌ نيطت إلى قدم
يبدي ضمير سواه في الحديث كما . . . يبدي ضمير سواه الخط بالقلم
وقال كشاجم :
جاءت بعودٍ كأن نغمته . . . صوت فتاةٍ تشكو فراق فتى
مخففٌ خفت النفوس به . . . كأنما الزهر حوله نبتا
دارت ملاويه واختفت . . . مثل اختلاف الكفين شبكتا
لو حركته وراء منهزمٍ . . . على بريدٍ لعاج والتفتا
يا حسن صوتيهما كأنهما . . . أختان في صنعةٍ تراسلتا
وهو على ذا ينوب إن سكتت . . . عنها ، وعنه تنوب إن سكتا