كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 123 """"""
القسم الرابع من الفن الثاني وفيه أربعة أبواب
في التهاني والمراثي والزهد والتوكل والأدعية
وفيه أربعة أبواب
الباب الأول من هذا القسم في التهاني والبشائر
والتهاني تنقسم إلى قسمين وتنحاز في جهتين : خصوص وعموم . فالخصوص هو ما يتعلق بالرجل من منصبٍ يليه ، ونعمةٍ تواليه ، وولدٍ رزقه ، وشفاءٍ من مرضٍ أقلقه وأرقه ، وقدومٍ من سفر ، وزواجٍ قضى به الأرب والوطر . والعموم هو ما يتعلق بالجمهور ، ويتساوى فيه الملك والمملوك والآمر والمأمور : من انصباب غيثٍ عم الربا والوهاد ، وجريان نيلٍ شمل بريه البلاد وآمن العباد ، وهزيمة عدوٍ زاد في عدوانه وتمادى في طغيانه ، وفتوح حصنٍ أمن أهله بتشييد أركانه وإتقان بنيانه .
ذكر شيء مما هنئ به ولاة المناصب
كتب بعض الفضلاء تهنئةً بخلافةٍ فقال : أما بعد ، فإن أولى النعم بالدوام ، وأرجاها للبقاء والتمام ، وأجدرها بالخلود ، وأقربها إلى المزيد ، وأحراها بالسلامة على نوب الأيام وتصاريف الأحداث ، نعمةٌ نشأت بفنائه ، وسكنت ذراه فحمدت مثواه ، وساسها أولياؤها بحسن المجاورة وكرم المصاحبة سياسة الحاني الشفيق ، وكفلوها كفالة الحدب الرفيق ، فنمت وتمت ، وخصت وعمت ، ثم اعترضها من ريب الزمان ما هاج سواكنها ، وأزعج كوامنها ،

الصفحة 123