كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 124 """"""
وأصارها إلى الوحشة بعد الأنس ، والنفرة بعد الإلف ، تتقلقل تقلقل العوادي ، وتشرد شرود الضوال ، لافظةً لها الأقطار ونابيةً بها المحال ، إلى أن أعداها الله تعالى بلطفه إلى مغناها المعروف ، وربعها المألوف ، واستقرت بعد الاضطراب ، وفاءت بعد الاغتراب . وتلك نعمة الله عند سيدنا أمير المؤمنين ، لما جدد له من كرامته ، واصطفاه له من خلافته ، وطوقه إياها من إمامته ، ورده إليه من تدبير الملك ، واعتمد عليه في سياسة الأنام ، فأحيا به السنن القاصرة ، وأزال به الرسوم الجائرة ، ونهج به سبيل العدل ، وأقام به منار الفضل .
وقال طريح بن إسماعيل الثقفي في المنصور لما أفضت الخلافة إليه :
لما أتى الناس ملكهم . . . إليك قد صار أمره سجدوا
واستبشروا بالرضى تباشرهم . . . بالخلد لو قيل إنهم خلدوا
كنت أرى ما وجدت من الفر . . . حة لم يلق مثلها أحد
حتى رأيت العباد كلهم . . . قد وجدوا فيك مثل ما أجد
قد طلب الناس ما بلغت فما . . . نالوا ولا قاربوا ولا جهدوا
يرفعك الله بالتكرم والتق . . . وى فتعلو وأنت تقتصد
قال زيد السندي يهنئ الوزير يعقوب بن كلسٍ بوزارة العزيز بمصر :
إن الوزارة لم تزل بك صبةً . . . تهواك لم يخطر سواك ببالها
خطبت فلم تعط القياد لطالبٍ . . . وأبت على طلابها بوصالها
وقال ابن بشر الصقلي الكاتب يهنئ الحسن بن إبراهيم التستري بوزارة مصر ، وقد وزر للمستنصر في سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة :
بيومك طارت في البلاد البشائر . . . وطابت بموجوع الحديث المحاضر