كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 127 """"""
ولربما عثر الجواد وشأوه . . . متقدمٌ ونبا الحسام القاطع
لم تظفر الأعداء منك بزلةٍ . . . والله دونك حاجزٌ ومدافع
إحدى الحوادث شارفتك فردها . . . صنع الإله ولطفه المتتابع
حتى برزت لنا وجأشك ساكنٌ . . . من نجدةٍ وضياء وجهك ساطع
ما حال لونٌ عند ذاك ولا هفا . . . عزمٌ ولا راع الجوانح رائع
وقال المتنبي يهنئ بعافية :
المجد عوفي إذا عوفيت والكرم . . . وزال عنك إلى أعدائك الألم
وما أخصك في برءٍ بتهنئةٍ . . . إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
من اتصل بزوجة ذات جمالٍ محمد وحسبٍ ، وأصالةٍ وأدب . وقلما تقع التهنئة بذلك إلا بين صديقين صح بينهما الالتئام ، وسقطت بينهم مؤنة الاحتشام ، وتساويا في الرتبة ، وانحدا في الصحبة .
فمن ذلك ما كتب به الوزير أبو الحسن العامري إلى بعض إخوانه وقد ابتنى بأهل :
بأيمن طائرٍ وأتم سعدٍ . . . يكون من الكريمين اجتماع أما إنه المجد اليفاع ، والحسن المطاع ، تعارفت الطباع ، فالتأمت الأنفس الشعاع ، كما التقى الثريان ، واقترن النيران ، كما حاصر الرئيم الضغيم ، وهاصر النسيم الغصن المنعم ، كما راق فوق المعطف الصارم العضب ، كما

الصفحة 127