كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 128 """"""
التقت الصهباء والبارد العذب ، بل كما فازت القداح ، ونظم الوشاح ، واعتنق شنٌ طبقه ، واعتلق الروض عبقه . فحبذا النسب شابكه الصهر ، والحسب عاقده التقى والبر ، على حين جرت الأيامن ، واكتنف الحرم الآمن . وبالبين والرفاء ، والنعيم والصفاء ، والثروة والنماء ، والزمن الرغد والعزة القعساء الشماء ، على الوفاق ، والوئام والاتساق ، والحظوظ والجدود ، والفسطاط الممدود ، وهصر العيش الأملود ، والالتئام وتتابع البشرى بالفارس المولود . ومالي تأودت أعطافها ، وتأنقت أوصافاً وتهللت جذلاً ، وبسطت في الدعاء مذلاً أهنأي الأرب ، أم صفا المشرب وقد غبت عن اليوم المشهود ، وعطت سدة الأذن للوفود ، ولم أقم في السماط ، سافراً عن وجه الاغتباط ، أتلقى الوالج بمرور التحية ، وأفدي الخارج بحكم السرور والأريحية ، وأتخدم رفع الوحي والإيماء ، وأتقدم من المصافاة والموالاة في الغفير الجماء ، كلا ولا شهدت ليلة الزفاف ، وما حلت من محاسنها الأفواف ، حيث دارت المنى سلافاً ، وصارت العلا دوحةً ألفافاً ، وأبدى رونق السيف جلاء ، وأبرز عقيلة الحي هداء ، هنالك حلت النعماء ، ونهلت الأظماء ، فياله منظراً ، ووعداً منتظراً ، لو ناجيته من كثب ، وكرعت منه في المنهل الأعذب بلى إنه وقع ، فشفى ونفع ، والركب سنح ، فنعم ما منح ، أهداها حملاً ، فكأنما أسداها أملاً ، أثلج الفؤاد ، وأروى الزناد ، وفي النفس أو كاد ، وقلت عن قراه ، نفسٍ جذلت بسراه ، وأرجت لذكراه . والله ما
الصفحة 128