كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 130 """"""
ومن كلام الوزير الفقيه أبي القاسم محمد بن الجد الأندلسي : إن أحق ما انبسط فيه للتهنئة لسانٌ ، وتصرف في ميادين معانيه بيانٌ وبنان ، أملٌ رجي فتأبا زماناً ، واستدعي فلوى عناناٍ ، وطاردته الأماني فأتعبته حيناً ، وغازلته الهمم فأشعرها حنيناً ، ثم طلع غير مرتقبٍ ، وورد من صحبة المناجح في عسكرٍ لجب ، وكان كالمشير إلى ما بعده من مواكب الآمال ، والدليل على ما وراءه من كواكب الإقبال ، أو كالصبح افترت عن أنوار الشمس مباسمه ، والبرق تتابعت إثر وميضه غمائمه . وفي هذه الجملة ما دل على المولود ، المؤذن بترادف الحظوظ وتضاعف السعود . فياله نجم سعادةٍ ، طلع في أفق سيادةٍ ، وغصن سناءٍ ، تفرع عن دوحة علاءٍ ، لقد تهللت وجوه المحاسن باستهلاله ، وأقبلت وفود الميامن لاستقباله ، ونظمت له قلائد التمائم ، من جواهر المكارم ، وخص بالثدي الحوافل ، بلبان الفضائل . وما كان منبت الشرف بإفراد تلك الأرومة الكريمة إلا مقشعر الربا ، مغبر الثرى ، متهافت أغصان الرضا ، فأما وقد اهتز في أيكة السيادة قضيبٌ ، ونشأ من نبتته النجابة نجيب ، فأخلق بذلك المنبت أن تعاوده نضرته ، وترف عليه حبرته ، ويراجعه رونقه وبهاؤه ، وتضاحكه أرضه وسماؤه . فاحمد لله على ما أتاحه من انثناء الأمل من جماحه ، واختيال الجذل في حلبة غرره وأوضاحه . وهو المسئول أن يهبك منه صنعاً يحسن في مثله الحسد ، ويتمنى لفضله النسل والولد ، بعزته .
وقال أبو هلال العسكري :
قد زاد في عدد الكرام كريم . . . محضٌ صريحٌ في الكرام صميم