كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 131 """"""
عالي المحلة لا يزال كأنه . . . للفرقدين وللسماك نديم
فلأمره التتميم كيف تصرفت . . . حالاته ، ولشأنه التفخيم
فابشر فقد وافاك يوم رزقته . . . حظٌ بتخليد السرور زعيم
فرعٌ تكفل دهره بتمامه . . . حتى يكر الدهر وهو أروم
إن الهلال يصير بدراً كاملاً . . . ويهد سد الليل وهو بهيم
وهو الوجيه إذا تبدى وجهه . . . وغداً إذا نزل العظيم عظيم
فلأهله به شرفٌ متوطدٌ . . . ولهم به شرفٌ أشم عميم
فاقرر به عيناً فإن خلاله . . . تصفو وتسلس أو يقال نسيم
ولجده التصميم حيث تلاحقت . . . أقرانه ولشأوه التقديم
ومن كلام الصاحب بن عباد تهنئةٌ ببنت : أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء ، وأم الأبناء ، وجالبة الأصهار ، وأولاد الأطهار ، والمبشرة بإخوةٍ يتنافسون ، ونجباء يتلاحقون .
فلو كان النساء كمثل هذي . . . لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ . . . ولا التذكير فخرٌ للهلال
فادرع يا سيدي اغتباطاً ، واستأنف نشاطاً ، فالدنيا مؤنثةٌ والرجال يخدمونها ، والذكور يعبدونها ، والأرض مؤنثةٌ ومنها خلقت البرية ، وفيها كثرت الذرية ، والسماء مؤنثةٌ وقد تزينت بالكواكب ، وحليت بالنجم الثاقب ، والنفس مؤنثةٌ وهي قوام الأبدان ، وملاك الحيوان ، والجنة مؤنثةٌ وبها وعد المتقون ، وفيها ينعم المرسلون . فهنيئاً هنيئاً ما أوليت ، وأوزعك الله شكر ما أعطيت ، وأطال بقاءك ما عرف النسل والولد ، وما بقي الأبد ، وكما عمر لبد .

الصفحة 131