كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 132 """"""
ومن كلام أبي المكارم بن عبد السلام من شعراء الخريدة : هذا شعيبٌ النبي بابنته صفوراء استأجر موسى كليم الله . وهذا سيد المرسلين ، أبقى الله بفاطمة ابنته نسله إلى يوم الدين . وهذه أم الكتاب سميت الفاتحة ، وهي لأبواب مناجاة الرحمن فاتحة . وهذه محكمات القرآن ، بها ثبتت شرائع الإيمان . وهذه سورة النساء وسميت بهن وهي من الطوال ، ولا سورة من القصار سميت بالرجال . على أن الدنيا بأسرها مؤنثةٌ والملوك من خدامها ، والشمس مؤنثةٌ والضياء والبهاء من تمامها ، والنفس تؤنث وبها فضل الناس ، والحياة تؤنث وهي أساس الحواس ، و العين تؤنث وبها يتوسل إلى علم الدقائق ، واليد تؤنث وهي المتصدية لتحبير الأشياء ، والعضد تؤنث وبها استعانة سائر الأعضاء ، والسماء تؤنث وهي تجزي الأمطار ، والأرض تؤنث وهي مجمع أطياب الثمار ، والجنة تؤنث وبها وعد الأبرار الأخيار ، والعين - أعني الذهب - تؤنث وبها يدفع الهلك ، والقوس تؤنث وبها عز الملك .
مما هنئ به في المواسم والقدوم قال ابن الرومي تهنئةً بعيد الفطر : قد مضى الصوم صاحباً محموداً . . . وأتى الفطر صاحباً مودوداً
ذهب الصوم وهو يحيك نسكاً . . . وأتى الفطر وهو يحيك جودا
وقال آخر :
رأى العيد وجهك عيداً له . . . وإن كنت زدت عله جمالا
وكبر حين رآك الهلال . . . كفعلك حين رأيت الهلالا
رأى منك ما منه أبصرته . . . هلالاً أضاء ووجهاً تلالا

الصفحة 132