كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 136 """"""
ومن ذلك ما كتب عاملٌ إلى المصروف به : قد قلدت العمل بناحيتك ، فهنأك الله بتجدد ولايتك ، فأنفذت خليفتي لخلافتك ، فلا تخله من هدايتك ، إلى أن يمن الله بزيارتك .
فأجابه : ما انتقلت عني نعمةٌ صارت إليك ، ولا خلوت من كرامةٍ اشتملت عليك . وإني لأجد صرفي بك ولايةً ثانيةً وصلةً وافية ، لما أرجو لمكانك من حسن الخاتمة ومحمود العاقبة . والسلام .
وكتب إبراهيم بن عيسى الكاتب يهنئ إبراهيم بن المدبر بالعزل عن عملٍ :
ليهنئ أبا إسحاقٍ أسباب نعمةٍ . . . مجددةٍ بالعزل ، والعزل أنبل
شهدت لقد منوا عليك وأحسنوا . . . لأنك بعد العزل أعلى وأفضل
آخر :
إن الأمير هو الذي . . . يضحي أميراً عند عزله
إن زال سلطان الولا . . . ية فهو في سلطان فضله
وكتب أبو إسحاق الصابي إلى رجل زوج أمه : قد جعلك الله - وله الحمد - من أهل التحصيل ، والرأي الأصيل ، وصحة الدين ، وخلقٍ ذي اليقين . فكما أنك لا تتبع الشهوة في محظورٍ تحله ، فكذلك لا تطيع الأنفة في مباحٍ تحظره . وتأدى إلي من اتصال الوالدة - يسر الله لها في مدتك ، وأحسن بالبقية منها إمتاعك - بأبي فلان ، أعزه الله ، ما علمت فيه أنك بين طاعةٍ للديانة توخيتها ، ومشقةٍ تجشمتها ، وأنك جدعت أنف الغيرة بها ، وأضرعت خد الحمية فيها ، وأسخطت نفسك بإرضائها ، وعصيت هواك لرأيها . فنحن نهيك بعزيمة صبرك ، ونعزيك عن فائت مرادك ، ونسأل الله الخيرة لك فيه ، وان يجعلها أبداً معك فيما شئت وأبيت ، وتجنبت وأتيت .

الصفحة 136