كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 143 """"""
الله متصلةٍ علينا ، ونقمةٍ من الله متتابعةٍ عليهم ، نقدم ويحجمون ، ونجد ويرحلون ، إلى أن حللنا بسوق الأهواز . والحمد لله رب العالمين .
ثم كتب إليه بعد هذا الكتاب : أما بعد ، فإنا لقينا الأزارقة بجدٍ وحد ، وكانت في الناس جولةٌ ثم ثاب أهل الحفاظ والصبر بنياتٍ صادقةٍ وأبدانٍ شداد وسيوفٍ حداد ، فأعقب الله خير عاقبة ، وجاوز بالنعمة مقدار الأمل ، فصاروا دريئة رماحنا وضريبة سيوفنا ، وقتل الله أميرهم ابن الماحوز ، وأرجو أن يكون آخر هذه النعمة كأولها . والسلام .
وكتب طاهر بن الحسين إلى المأمون لما فتح بغداد وقتل محمداً الأمين : أما بعد ، فإن المخلوع ولو كان قسيم أمير المؤمنين في النسب واللحمة ، لقد فرق الله بينهما في الولاية والحرمة ، لمفارقته عصمة الدين ، وخروجه عن الأمر الجامع للمسلمين . قال الله عز وجل : " يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالحٍ " . ولا صلة لأحدٍ في معصية الله ، ولا قطيعة في ذات الله . وكتبت إلى أمير المؤمنين وقد قتل المخلوع ورداه الله رداء نكبة ، وأحمد لأمير المؤمنين أمره ، وأنجز له ما كان ينتظر من صادق وعده . والحمد لله المتولي لأمير المؤمنين بنعمته ، والراجع إليه بمعلوم حقه ، والكائد له ممن ختر عهده ونكث عقده ، حتى رد له الألفة بعد تفريقها ، وأحيا الأعلام بعد دروس أثرها ، ومكن له في الأرض بعد شتات أهلها .
ولما فتح المعتصم عمورية أكثر الشعراء من ذكر هذا الفتح ، فمن ذلك قول أبي تمامٍ حبيب بن أوسٍ الطائي من قصيدته التي يقول في أولها :