كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 153 """"""
الوخيم فرعاهم الذباب ، ووجدوا غب البغي علينا ، وقلنا : " هذه بضاعتنا ردت إلينا " ، وآب المسلمون بخيرٍ عميم ، وفتحٍ عظيمٍ وأجرٍ كريم ، وجعل الله الجنة جزاءً للسالمين منهم والذاهبين ، " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين " . فليأخذ حظه من هذه البشرى فإن لها من النصر العزيز ما بعدها ، ومن المغانم الكثيرة ما ينجز للأمة المحمدية وعدها ، ويثق بأن له إن شاء الله من ثواب هذه الغزوة أوفر نصيبٍ ، وان سهم عزمه في نحور الأعداء إن شاء الله مصيب ، فقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " إن بالمدينة قوماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم " . والله لا يخليه من أجرها ، ولا يحرمه وافر برها ، ويتحفه من مقربات التهاني بما تكون له هذه بمنزلة العنوان في الكتاب ، والآحاد في الحساب ، وركعة النافلة بالنسبة إلى الخمس ، والفجر الأول قبل طلوع طلعة الشمس ، وأن يديم على الإسلام والمسلمين حياة مولانا السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين ، ويؤيده بالملائكة المقربين ، ما دامت السماوات والأرضون ، إن شاء الله تعالى .
ومن إنشاء المولى المرحوم محي الدين عبد الله بن عبد الظاهر كتابٌ كتبه عن السلطان الملك الأشرف خليلٍ إلى الملك المظفر يوسف بن عمر صاحب اليمن قرين كتاب السلطان الملك المنصور المسير إليه بالهناء بفتح طرابلس الشام : أعز الله نصرة المقام وأوفد عليه كل بشرى أحسن من أختها ، وكل تهنئةٍ لا يجليها إلا هو لوقتها ، وكل مبهجةٍ يعجز البيان والبنان عن ثبتها ونعتها ، وتتبلج فتود الدرر والدراري لو زفت هذه إلى تراقيها وسمت هذه إلى سمتها ، وصبحه منها بكل هاتفةٍ أسجع من هواتف الحمائم ، وبكل عارفةٍ أسرع من عوارف الزهر عند عزائم النسائم ، وبكل عاطفةٍ أعنة الإتحاف بالإيجاف الذي شكرت

الصفحة 153