كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
غزالٌ كأن البدر حل جبينه . . . وفي خده الشعرى المنيرة تزهر
فصاد فؤادي إذ رماني بسهمه . . . وسهم غزال الإنس طرف ومحجر
فيا من رأى ظبياً يصيد ، ومن رأى . . . أخاً قنصٍ يصطاد قهراً ويقسر
قال : فغنيته فأمر لي بعشرين ألف درهم .
ذكر أخبار أخبار معبد اليقطيني
قال أبو الفرج : كان معبد هذا غلاماً مولداً من مولدي المدينة ، أخذ الغناء عن جماعة من أهلها ، واشتراه بعض ولد على بن يقطين . واخذ الغناء بالعراق عن إسحاق وابن جامع وطبقتهما ، وخدم الرشيد ولم يخدم غيره من الخلفاء ، ومات في أيامه . وكان أكثر انقطاعه إلى البرامكة . وروى أبو الفرج الأصفهاني حكايةً عنه أحببت أن أذكرها في هذا الموضع ، وهي ما رواه بسنده إلى محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي ، قال حدثني معبد الصغير المغني مولى علي بن يقطين قال : كنت منقطعاً إلى البرامكة أحدثهم وألازمهم . فبينما أنا ذات يومٍ في منزلي إذ أتاني آتٍ فدق بابي ، فخرج غلامي ثم رجع إلي فقال لي : على الباب فتىً ظاهر المروءة يستأذن عليك ، فأذنت له ، فدخل شابٌ ما رأيت أحسن وجهاً منه ولا أنظف ثوباً ولا أجمل زياً منه من رجلٍ دنفٍ عليه آثار السقم ظاهرة . فقال لي : إني أحاول لقائك منذ مدة ولا أجد إلى ذلك سبيلاً ، وإن لي حاجةً . فقلت : وما هي ؟ فأخرج ثلاثمائة دينار فوضعها بين يدي فقال : أسألك أن تقبلها وتصنع في بيتين قلتهما لحناً تغنيني به .

الصفحة 16