كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 165 """"""
فهذه نبذةٌ في التعازي كافيةٌ ، وجنةٌ لمن تحصن بها من ذوي الفجائع واقية . فلنذكر المراثي .
ذكر شيء من المراثي والنوادب
ولنبدأ من ذلك بما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبشيءٍ مما قيل عند وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . فمن ذلك ما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم وفاة ولده إبراهيم عليه السلام : " يا إبراهيم لو لا أنه أمرٌ حقٌ ووعدٌ صدقٌ وأن آخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك حزناً هو أشد من هذا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب " . ذكره الجواني النسابة في شجرة الأنساب ، وذكره غيره مختصراً .
ومنه ما روي أن فاطمة رضي الله عنها وقفت على قبره ( صلى الله عليه وسلم ) وقالت :
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها . . . وغاب مذ غبت عنا الوحي والكتب
فليت قبلك كان الموت صادفنا . . . لما نعيت وحالت دونك الكثب
ووقف على رضى الله عنه على قبره ( صلى الله عليه وسلم ) ساعة دفن وقال : الصبر لجميلٌ إلا عنك ، وإن الجزع لقبيحٌ إلا عليك ، وإن المصاب بك لجليل ، وإنه قبلك وبعدك لجلل . وقد ألم الشعراء بهذا المعنى ، فقال إبراهيم بن إسماعيل في علي ابن موسى الرضا :
إن الرزية يا ابن موسى لم تدع . . . في العين بعدك للمصائب مدمعا والصبر يحمد في المواطن كلها . . . والصبر أن نبكي علبك ونجزعا
ووفق أعرابيٌ على قبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : قلت فقبلنا ، وأمرت فحفظنا ، وقلت عن ربك فسمعنا : " ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله