كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 171 """"""
ولكن للألاف لابد حسرةً . . . إذا جعلت أقرانها تنقطع
ومنها أن الحزن لو أطيع والحزم لو أضيع لما أفضى إلي مراد ، ولا أعاد ميتاً قبل المعاد . وأحق متروك ما يأثم طالبه ، ويؤجر مجانبه .
عن الدهر فاصفح إنه غير متعب . . . وفي غير من قد وارت الترب فاطمع
والحضرة تعلمني من لاحقة رجوعها إلى الله بعد الاسترجاع ، ومن تسليم خاطر الحزن إلى حكم الله ما يسر خاطر الاستطلاع ، وحسبه - أبقاه الله تعالى - من كل هالك ، ولا يجزه المحاسب من فذلك ، ومثله من أخذ بعزائم الله فيما هو آخذٌ وتارك . جبر الله مصابه ، وعظم ثوابه ، وسقى الماضي وروى ترابه ، ولا تذهب النفس حسرةً لما شهدت العين ذهابه .
وتخطفته يد الردى في غيبتي . . . هبني حضرت فكنت ماذا أصنع
ومن إنشاء الشيخ ضياء الدين أحمد بن محمد القرطبي ما كتب به إلى الصاحب شرف الدين الفائزي يعزيه في مملوكٍ توفي له ، وكان الصاحب قد جزع لفقده . ابتدأ كتابه بأن قال :
فدىً لك من يقصر عن مداكا . . . فلا أحدٌ إذا إلا فداكا
إنا لله وإنا إليه راجعون . لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة ، وسنةٌ في الأسى مستحسنة ، وإنما الأنفس ودائع مستودعة ، وعوارٍ مسترجعة ، ومواهب بيد الفناء مستنزعة .
فالعمر نومٌ والمنية يقظةٌ . . . والمرء بينهما خيالٌ ساري
وما برح ذوو العزمات يتلقون واردات المصائب بصبرهم ، وما كان لمؤمنٍ ولا لمؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم . وإن يد الله