كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 172 """"""
لمليةٌ بفيض المواهب ، وفي الله عوضٌ من كل بائنٍ وخلفٌ من كل ذاهب . وإذا سلم مولانا في نفسه وولده ، فلا بأس إذا تطرقت يد الردى إلى ملك يده .
فأنت جوهر الأعناق ، ما ملكت . . . كفاك من طارفٍ أو تالد عرض
والحمد لله الذي جعل المصيبة عندك لا بك ، والرزية لك لا فيك .
إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
وإذا تخطتكما المنية فلها في سواكما الخيار ، ولنا القدح المعلى إذا أروي زند هذا الاختيار . ولا بد في مشرع المنية من مفقودٍ وفاقد .
كن المعزى لا المعزى به . . . إن كان لا بد من الواحد
وهذا فقد وهب الله لمولانا من حيث إنه أخذه منه ، وأبقاه من حيث رآه ذاهباً عنه ، فهو بالأمس عاريةٌ مردودة ، واليوم ذخيرةٌ موجودة ، وكان عطيةً مسلوبةً وهو الآن نعمةٌ موهوبة ، كنت له وهو الآن لك ، وفزت به والسعيد من فاز بما ملك . وهذه دارٌ دواؤها داؤها ، وبقاؤها فناؤها ، طالبها مطلوب ، وسالبها مسلوب ، وإن لنا فيمن سلف لعزاء ، ولنا برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اقتداء ، ولا بد من ورود هذا المشرع ، وملاقاة هذا المصرع .
ومن إنشاء المولى شهاب الدين محمود الحلبي ما كتب به عن بعض النواب إلى الأمير عز الدين الحموي النائب - كان بدمشق - تعزيةً بولده : أعز الله أنصار المقر الكريم العالي ، ولا هدمت له الخطوب ركناً ، ولا فجأت له الحوادث حمًى ولا طلبت عليه إذناً ، ولا هصرت أيدي الأقدار من عروشه الناضرة غصناً ، ولا أذاقته الأيام بعد ما مر أسفاً على من يحب ولا حزناً ،

الصفحة 172