كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 175 """"""
دفعت بك الجليل وأنت حيٌ . . . فمن ذا يدفع الخطب الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيلٍ . . . رأيت بكاءك الحسن الجميلا
وقالت أيضاً فيه :
ألا هبلت أم الذين غدوا به . . . إلى القبر ، ما ذا يحملون إلى القبر
وماذا يواري القبر تحت ترابه . . . من الجود يابؤس الحوادث والدهر
فشأن المنايا إذ أصابك ريبها . . . لتغد على الفتيان بعدك أو تسري
وقالت :
يذكرني طلوع الشمس صخراً . . . وأبكيه لكل غروب شمس ولو لا كثرة الباكين حولي . . . على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن . . . أسلي النفس عنه بالتأسي
وقالوا : أرثى بيتٍ قالته العرب قول متمم بن نورية في أخيه مالك ، وكان قد قتله خالد بن الوليد في الردة . وكان متمم قدم العراق ، فاقبل لا يرى قبراً إلا بكى ، فقيل له : يموت أخوك بالملا وتبكي على قبرٍ بالعراق فقال :
لقد لامني عند القبور على البكا . . . رفيقي لتذارف الدموع السوافك
أمن أجل قبرٍ بالملا أنت نائحٌ . . . على كل قبرٍ أو على كل هالك
وقال : أتبكي كل قبرٍ رأيته . . . لقبرٍ ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له : إن الشجا يبعث الشجا . . . فدعني فهذا كله قبر مالك