كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 179 """"""
على أن من أبقته ليس بخالدٍ . . . وليس امرؤٌ يرجو الخلود بعاقل
رأيت المنايا بين غادٍ ورائحٍ . . . فما للبرايا بين ساهٍ وغافل
ولم أر كالدنيا حبيباً مضرةً . . . ولم أر مثل الموت حقاً كباطل
وقال الرقاشي في البرامكة :
ألان استرحنا واستراحت ركابنا . . . وقل الذي يحدى ومن كان يحتدي
فقل للمطايا : قد أمنت من السرى . . . وطي الفيافي فدفداً بعد فدفد
وقل للمنايا : قد ظفرت بجعفرٍ . . . ولن تظفري بعده بمسود
وقل للعطايا بعد فضل : تعطلي . . . وقل للرزايا كل يومٍ : تجددي
ودونك سيفاً برمكياً مهنداً . . . أصيب بسيفٍ هاشميٍ مهند
وقال آخر :
سأبكيك للدنيا وللدين ، إنني . . . رأيت يد المعروف بعدك شلت
ربيعٌ إذا ظن الغمام بمائه . . . وليثٌ إذا ما المشرفية سلت
وقال عبد الله بن المعتز :
ألست ترى موت العلا والمحامد . . . وكيف دفنا الخلق في قبرٍ واحد
وللدهر أيامٌ يسئن عوامداً . . . ويحسن إن أحسن غير عوامد
وقال أبو الطيب المتنبي :
إني لأعلم واللبيب خبير أن الحياة وإن حرصت غرور