كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 180 """"""
ما كنت أعلم قبل دفنك في الثرى . . . أن الكواكب في التراب تغور
خرجوا به ولكل باكٍ حوله . . . صعقات موسى يوم دك الطور
حتى أتوا جدثاً كأن ضرحه . . . في قلب كل موحدٍ محفور
نبكي عليه وما استقر قراره . . . في اللحد حتى صافحته الحور
ومنها :
صبراً على المكروه فيه تكرماً . . . إن العظيم على العظيم صبور
ولكل مفجوعٍ سواكم مشبهٌ . . . ولكل مفقودٍ سواه نظير
وقال آخر :
كفى حزناً أني تخلقت بعده . . . أدور مع الباكين في عرصاته
وصارت يميني ما حلفت بقبره . . . وكانت يميني قبلها بحياته
وقال آخر :
وكنت أخاف الدهر ما كان باقياً . . . فلما تولى مات خوفي على الدهر
وقال آخر :
ولما دعوت الصبر بعدك والبكا . . . أجاب البكا طوعاً ولم يجب الصبر
وإن ينقطع منك الرجاء فإنه . . . سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهر
وقال آخر :
فو الله لو أسطيع قاسمته الردى . . . فمتنا جميعاً أو يقاسمني عمري
ولكنما أرواحنا ملك غيرنا . . . فمالي في نفسي ولا فيه من أمر
أحمله ثقل التراب وإنني . . . لأخشى عليه الثقل من موطئ الذر
وما أنا بالوافي وقد عشت بعده . . . روب اعترافٍ كان أبلغ من عذر

الصفحة 180