كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 182 """"""
أو كان يدرك ثأر من أودى به . . . ريب المنون لكنت أول ثائر
لكنه الموت الذي قهر الورى . . . من حيث لا تثنيه قدرة قادر
وقال كمال الدين بن النبيه يرثي علي ابن الخليفة الناصر لدين الله :
الناس للموت كخيل الطراد . . . فالسابق السابق منها الجواد
والله لا يدعو إلى داره . . . إلا من استصلح من ذي العباد
والموت نقاد ، على كفه . . . جواهرٌ يختار منها الجياد
والمرء كالظل ولا بد أن . . . يزول ذلك الظل بعد امتداد
لا تصلح الأرواح إلا إذا . . . سرى إلى الأجسام هذا الفساد
أرغمت يا موت أنوف القنا . . . ودست أعناق السيوف الحداد
كيف تخيرت أميراً وما . . . أنجده كل طويل النجاد
مصيبةٌ أذكت قلوب الورى . . . كأنما في كل قلبٍ زناد
نازلةٌ عمت فمن أجلها . . . سن بنو العباس لبس السواد
مأتمةٌ في الأرض لكن لها . . . عرسٌ على السبع الطباق الشداد
طرقت يا موت كريماً فلم . . . يقنع بغير النفس للضيف زاد
قصمته من سدرة المنتهى . . . غصناً فشلت يد أهل العناد
يا ثالث السبطين خلفتني . . . أهيم من همي في كل واد
يا نائماً في غمرات الردى . . . كحلت أجفاني بميل السهاد

الصفحة 182