كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 183 """"""
ويا ضجيع الترب أسقمتني . . . كأنما فراشي شوك القتاد
دفنت في الترب ولو أنصفوا . . . ما كنت إلا في صميم الفؤاد
خليفة الله اصطبر واحتسب . . . فما وهى البيت وأنت العماد
في العلم والحكم بكم يقتدى . . . إذا دجا الخطب وضل الرشاد
وأنت لج البحر ما ضره . . . أن سأل من بعض نواحيه واد
ولما مات الإخشيد محمد بن طغج رثاه جماعةٌ من الشعراء منهم محمد بن الحسن ابن زكريا فقال :
في الرزايا روائع الأوجال . . . والبرايا دريئة الآجال
وكذا الليل والنهار اعتبارٌ . . . للورى في تفكر الأحوال
كل شيءٍ وإن تمادى مداه . . . قصره للفناء أو للزوال
وأرى كل عيشةٍ لأناسٍ . . . كونها مؤذنٌ بوشك انتقال
كل ذي جدةٍ إذا ما الجديدان ألحا عليه مودٍ بال
ما لخلقٍ من المنون مفرٌ . . . لا ولا دون بطشها من مآل
كان غيث الأيام إن أخلف الغي . . . ث أطلت سحابه بانهمال
فجعتنا بواهبٍ لا نراه . . . يخلق الوجه عنده بابتذال
فجعتنا ببهجة الأرض في الأر . . . ض وشمس الضحى وبدر الليالي
فجعتنا بمن حمى حرمة الإس . . . لام من حادثٍ ومن ختال
فجعتنا بالباسل البطل السا . . . مي غداة الوغى إلى الأبطال
فجعتنا بالواهب المجزل المر . . . تاح حين السؤال للسؤال
عجبٌ إذ دنت عليه المنايا . . . وحمى عزه المنيع العالي
أين من يشتري المدائح والشك . . . ر بأسنى وفرٍ وأوفى نوال

الصفحة 183