كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 184 """"""
قطع الموت وصلنا منه كرهاً . . . والردى قاطعٌ لكل اتصال رحمة الله والسلام عليه . . . في الضحى والعشاء والآصال
وسقى الله حفرةً ضمنته . . . شكر واهٍ من الحيا هطال
ثم خرج من الرثاء إلى مدح ابنه فقال :
إن خبا بدره فقد لاح للأم . . . ة لما خبا طلوع الهلال
نوره مشرقٌ مضيءٌ مدى الده . . . ر منيرٌ وليس ذا اضمحلال
وقال أبو الطيب المتنبي يرثيه :
هو الزمان مشتٌ بالذي جمعا . . . في كل يومٍ نرى من صرفه بدعا
لو كان ممتنعٌ تغنيه منعته . . . لم يصنع الدهر بالإخشيد ما صنعا
ذاق الحمام فلم تدفع كتائبه . . . عنه القضاء ولا أغناه ما جمعا
لقد نعى كل من نعاه مفتخرٍ . . . وكل جودٍ لأهل الأرض حين نعى
لله ما حل بالإسلام حين ثوى . . . لقد وهى شعب هذا الدين فانصدعا
فمن تراه يقود الخيل ساهمةً . . . سد الفضاء وملء الأرض ما وسعا
ترى الحتوف غلوقاً في أسنته . . . لدى الوغى وشهاب الموت قد لمعا

الصفحة 184