كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 188 """"""
ما كمثل الذي رزئت ولا مث . . . ل الذي قد ملكت في ذا العام
أنت مثل الإخشيد فانهض بما مل . . . كت بالجد منك والاعتزام
وقال بعض الشعراء يرثي الوزير يعقوب بن كلس وزير العزيز بن المعز خليفة مصر :
إن التصبر في الأمور جميل . . . إلا عليك فما إليه سبيل
يا حاملاً ثقل العلا وكأنه . . . لعلو همته بها محمول
يا واهباً فوق المنى وكأنه . . . لسخائه مما يجود بخيل
جاء منها :
يا ترب لا تأكل لساناً طالما . . . والى به الحميد والتهليل
يل ترب لا تعنف بكف طالما . . . قد كان يؤلم ظهرها التقبيل
ومنها :
يا دهر تعلم ما جنيت على الورى ؟ . . . خطبٌ لعمرك إن علمت جليل
ما كان ضرك لو مهلت بمثله . . . يا دهر إنك بعدها لعجول
ومن المراثي المشهورة التي عني بها ، واتصلت أسباب الشارحين بسببها ، المرثية العبدونية التي نظمها الوزير الكاتب أبو محمد عبد المجيد بن عبدون يرثي بها بني مسلمة المعروفين ببني الأفطس ، وهي من أمهات القصائد ووسائط القلائد ، فإنه ذكر فيها عدةً من مشاهير الملوك والخلفاء والأكابر ممن أبادهم الدهر بحوادثه ونكباته ، ووثب عليهم الزمن فما وجدوا جنةً تقيهم من وثباته ، ودبت عليهم الأيام بصروفها ، وسقتهم المنية بكأس حتوفها . وهانحن نذكرها ونزيدها تبياناً بشرح من استبهمت أخباره ، وخفيت على المطالع آثاره .

الصفحة 188