كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 189 """"""
وأول القصيدة :
الدهر يفجع بعد العين بالأثر . . . فما البكاء على الأشباح والصور
أنهاك أنهاك لا آلوك معذرةً . . . عن وقفةٍ بين ناب الليث والظفر
فالدهر حربٌ وإن أبدى مسالمةً . . . فالبيض والسمر مثل البيض والسمر
ولا هوادة بين الرأس تأخذه . . . يد الضارب وبين الصارم الذكر
فلا تغرنك من دنياك نومتها . . . فما صناعة عينيها سوى السهر
ما لليالي أقل الله عثرتنامن الليالي وخانتها يد الغير
في كل حينٍ لها في كل جارحةٍ . . . منا جراحٌ وإن زاغت عن البصر
تسر بالشيء لكن كي تغر به . . . كالأيم ثار إلى الجاني من الثمر
كم دولةٍ وليت بالنصر خدمتها . . . لم تبق منها وسل ذكراك من خبر
هوت بدارا وفلت غرب قاتله . . . وكان عضباً على الأملاك ذا أثر
دارا الذي ذكره هو دارا بن دارا آخر ملوك الفرس ، وقاتله الإسكندر .
وسنذكر إن شاه الله أخبارهما في فن التاريخ .
واسترجعت من بني ساسان ما وهبت . . . ولم تدع لبني يونان من أثر
بنو ساسان هم الفرس الأخر ولهم دولةٌ مشهورةٌ انقرضت في الإسلام . وبنو يونان أيضاً من الملوك أرباب الدول المشهورة ، ومن مشاهير ملوكهم الإسكندر بن فيلبس . وسترد إن شاء الله أخبارهم . وأتبعت أختها طسماً ، وعاد على . . . عادٍ وجرهم منها ناقض المرر
أخت طسم جديس ، وهما أبناء عمٍ كثر نسلهما وهم العرب العاربة . وسنذكر أخبارهما إن شاء الله في وقائع العرب . وعاد هم قوم هود . وجرهم هو

الصفحة 189