كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 190 """"""
ابن عوف بن زهير بن أنس بن الهميسع بن حمير بن سبأ الأكبر بن يشجب ابن يعرب بن قحطان ، وقيل : إن العمالقة من ولد جرهم . أراد بذكرهم أنهم كلهم أبادهم الموت .
وما أقالت ذوي الهيئات من يمنٍ . . . ولا أجارت ذوي الغايات من مضر
اليمن كلهم باتفاق العلماء بالأنساب من ولد قحطان ، ومنهم ملوكٌ نذكرهم إن شاء الله في التاريخ . ومضر بن نزار بن معبد بن عدنان . وقد تقدم ذكرهم في الأنساب .
ومزقت سبأٌ في كل قاصيةٍ . . . فما التقى رائحٌ منهم بمبتكر
سبأ الذي أشار إليه هو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، واسمه عبد شمس ، وإنما قيل فيه سبأ لأنه أول من أدخل بلاد اليمن السبي . وكان له عشرة أولادٍ سكن الشام منهم أربعةٌ وهم : لخم وغسان وجذام وعاملة ، وسكن اليمن منهم ستةٌ : كندة ومذحج والأزد وأنمار والأشعر وعمرو ، وقد ذكر الله عز وجل تمزيقهم بقوله : " ومزقناهم كل ممزقٍ " . وسنذكر أخبار سيل العرم وسد مأرب .
وأنفذت في كليبٍ حكمها ورمت . . . مهلهلاً بين سمع الأرض والبصر
كليب الذي ذكر هو كليب بن ربيعة بن الحارث الذي ضرب به المثل فقيل : " أعز من كليب وائل " . وأشار ابن عبدون إلى هذا البيت إلى ما كان من قتل جساس بن المرة كليباً وما وقع بين بكرٍ وتغلبٍ من الحروب التي نشرحها إن شاء الله في وقائع العرب . وقوله : ورمت مهلهلاً بين سمع الأرض والبصر ، كأنه أراد ما حكى أنه قتل في موضعٍ لم يطلع عليه أحد ، وهو مثلٌ ، يقال : " فعل كذا وكذا بين سمع الأرض وبصرها إذا فعله خالياً " .
ولم ترد على الضليل صحته . . . ولا ثنت أسداً عن ربها حجر