كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 193 """"""
أشقاها هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا علي ، أشقاها الذي يخضب هذه من هذه " وأشار إلى لحية علي ورأسه . والحسين الذي ذكره هو الحسين بن علي . وشمر هو شمر لبن ذي الجوشن وهو الذي أرسله عبيد الله بن زيادٍ إلى عمر بن سعد يحرضه على قتل الحسين ، وقيل : إن شمراً لم يباشر قتل الحسين ، والذي قتله سنان بن أنس النخعي ، وشمرٌ فهو المجهز والمحرض على قتله ، فلذلك ذكره .
وليتها إذ فدت عمراً بخارجةٍ . . . فدت علياً بمن شاءت من البشر
عمرو الذي أشار إليه هو عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم ابن عمرو بن هصيص بن كعب ، أمير مصر لمعاوية ابن أبي سفيان . وخارجة رجلٌ من سهم عمرو . وكان من خبره أن الخوارج كانت قد اجتمعت على قتل علي ومعاوية وعمرو ، فكان الذي انتدب لقتل عمرٍو زادويه مولى بني العنبر ، ورصده إلى ليلة المعاد التي اتفقوا على الفتك بهم فيها ، فاشتكى عمرو تلك الليلة من بطنه ولم يخرج للصلاة واستخلف خارجة ليصلي بالناس ، فلما قام في المحراب وثب عليه زادويه وهو يظن أنه عمرو بن العاص فقتله ، وأخذ زادويه وأدخل على عمرو ، فسمع الناس يخاطبونه بالإمرة ، فقال : أو ما قتلت عمراً ؟ قيل له : لا إنما قتلت خارجة ، فقال : أردت عمراً وأراد الله خارجة . فلذلك قال :
وليتها إذ فدت عمرا بخارجة
وفي ابن هندٍ وفي ابن المصطفى حسنٍ . . . أتت بمعضلة الألباب و الفكر
فبعضنا قائلٌ ما اغتاله أحدٌ . . . وبعضنا ساكتٌ لم يؤت من حصر
ابن هند الذي أشار إليه هو معاوية بن أب سفيان ، أراد ما كان بينه وبين الحسن بن علي في أمر الخلافة . وأراد بالبيت الثاني ما وقع الاختلاف فيه من أن الحسن مات مسموماً وأن معاوية وعد زوجة الحسن جعدة بنت قيسٍ الكندي بمائة ألف درهمٍ ويزوجها لابنه يزيد إن قتلت الحسن ، ففعلت وسمته . ولما مات الحسن وفى لها بالمال وقال : حب حياة يزيد منعني تزويجه منك ، وقيل مات الحسن حتف أنفه . والله أعلم .
وعممت بالردى فودى أبي أنسٍ . . . ولم ترد الردى عنه قنا زفر