كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 5)
"""""" صفحة رقم 202 """"""
إذا البعيد الوطن انتابه . . . حل إلى نهيٍ ووادٍ خصيب
أدنته أيدي العيس من ساحةٍ . . . كأنها مسقط رأس الغريب
أظلمت الآمال من بعده . . . وعريت من كل حسنٍ وطيب
كانت خدوداً صقلت برهةً . . . واليوم صارت مألفاً للشحوب
كم حاجةٍ صارت ركوباً به . . . ولم تكن من قبله بالركوب
حل عقاليها كما أطلقت . . . من عقد المزنة ريح الجنوب
إذا تيممناه في مطلبٍ . . . كان قلبياً ورشاء القليب ونعمةٍ منه تسربلتها . . . كأنها طرة بردٍ قشيب
من اللواتي ونى شاكرٌ . . . قامت لمسديها مقام الخطيب
متى تنخ ترحل بتفضيله . . . أو غاب يوماً حضرت بالمغيب
فما لنا اليوم ولا للعلا . . . من بعده غير الأسى والنحيب
وقال يرثي أحمد بن هارون القرشي :
دأب عيني البكاء ، والحزن دابيفاتركيني وقيت ما بي لما بي
سأجزي بقاء أيام عمري . . . بين بثي وعبرتي واكتئابي
فيك يا أحمد بن هارون خصت . . . ثم عمت رزيتي ومصابي
فجعتني الأيام في الصادق النط . . . ق فتى المكرمات والآداب
بخليلٍ دون الأخلاء لا بل . . . صاحبي المصطفى على أصحابي
أفلما تسربل المجد واجتا . . . ب من الحمد أيما مجتاب
وتراءته أعين الناظريه . . . قمراً باهراً ورئبال غاب
وعلا عارضيه ماء الندى الجا . . . ري وماء الحجا وماء الشباب
أرسلت نحوه النية عيناً . . . قطعت منه أوثق الأسباب